اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

التعليم العام

زهران لرئيس الجمهورية : يا فخامة الرئيس مصر تحتاج إلى ثورة تعليمية

أ . محمد زهران . كاتب المقال
د . محمد زهران . كاتب المقال

بقلم / د. محمد زهران

يجب محاسبة الذين اقترحوا على وزير التربية والتعليم إجراء اختبار القرائية في هذا التوقيت ، فهم لم يدرسوا الواقع الميداني بالمدارس ؟، ولا يعلمون شيئاً عن حساسية التوقيت ، وبعيدين كل البعد عن العملية التعليمية ، ويجب محاسبة كوادر القرائية بالوزارة لأنهم لم يناقشوا الوزير في اختيار هذا التوقيت وهذه الآلية التي تم بها الاختبار ، وربما هم ناقشوا الوزير ، وفي أول اختبار حقيقي لهم انكشفوا بأن عملهم حبر على ورق !!!! .

– فما قامت به وزارة التربية والتعليم من تنفيذ اختبار تشخيصي لتلاميذ الصفين الثالث والرابع الابتدائي ، فبعيداً عما حدث في الاختبار التشخيصي من مخالفات ، سواء في الامتحان أو في الإملاء أو في القراءة الجهرية ، أو في توزيع امتحان موحد للصفين الثالث والرابع ، أو أن الوقت : 45 دقيقة منها خمس دقائق للتعليمات ، ومدارس كثيرة كانت اللجان بها أكثر من 50 طالب ، وكثير من المعلمين الممتحنين للقراءة الجهرية لم يكونوا مؤهلين للتقييم ، غير الغش الجماعي في الكثير من المدارس بناءً على تعليمات حتى تكون النتيجة جيدة ، هذا غير أن الامتحان تم توزيعه على المدارس الرسمية لغات ومدارس المستقبل !!!! ، فهل يُعقل أن الامتحان التشخيصي لهذه المدارس يكون مثل الاختبار التشخيصي مع المدارس العادية ذات الكثافات العالية ؟ !!!

– وعلى الرغم من المصاعب التي تواجه الجميع في رصد النتيجة على موقع الوزارة ، نظراً لضعف النت ، لدرجة أن كثير من الزملاء المعلمين القائمين على رصد النتيجة بالمدارس ذهبوا لمحلات النت ( السايبر ) ، وكذلك من أخذ الامتحان معه في منزله ، وعلى مدار يومين أجمع الزملاء على أن معظمهم لم يستطع رصد 10 % من النتيجة !!!! ، وحتى في حالة الانتهاء من رصد النتيجة بعد شهر على موقع الوزارة لتلاميذ الصفين الثالث والرابع الابتدائي وعددهم يزيد عن ثلاثة ملايين تلميذ

هل يُعقل أن الوزارة ستقوم بتحليل نتائج هذا الاختبار لما يزيد عن ثلاثة ملايين تلميذ ؟ !!! ثم تضع التقييم لكل مدرسة من الـ 50 ألف مدرسة كل مدرسة على حدة ، وكل فصل في المدرسة على حدة ؟ !!! ، وتقيس نقاط القوة والضعف لكل تلميذ من هؤلاء التلاميذ ، بعد تقييم الأسئلة السبعة في عدد ثلاثة مليون تلميذ ؛ أي مايزيد عن 21 مليون سؤال !!!! ، ثم تضع البرامج العلاجية المناسبة لثلاثة ملايين تلميذ بعد التقييم ؟ !!!

أليس كان من باب أولى ، أن يتم تدريب معلمي كل مدرسة على كيفية تطبيق الاختبار ، وتقييمه ورصد نتائجه ، ووضع البرنامج العلاجي المناسب ؟ !!! أما الآن فعلى ما المدارس ترصد النتائج على موقع الوزارة وتُقيم الوزارة نتيجة الاختبار ، وتضع البرنامج العلاجي المناسب لتلاميذ كل مدرسة ، لكل هذه الملايين من التلاميذ – إن شاء الله – ستحتاج الوزارة ست سنوات على الأقل ، يكون التلاميذ تخرجوا من الجامعة ؟ !!! .

– العجيب أن الوزارة أعلنت أنها ستُجبر التلاميذ على الحضور في الأجازة الصيفية لتطبيق البرنامج العلاجي ؟ !!! ، ولم تخبرنا الوزارة ما هي آليات الضغط على التلاميذ للحضور في الأجازة الصيفية ، علماً بأن النتيجة التي سيتم رصدها ستكون غير واقعية ، بسبب هذه الأخطاء التي ذكرناها ، ناهيك عن أن شهر رمضان سيتخلل الأجازة الصيفية ، وأن التلاميذ الذين رسبوا في اختبار القرائية كلهم في الأرياف وفي المناطق العشوائية ؛ والأجازة الصيفية هي فرصتهم الوحيدة لأكل العيش ، فإما أن يعملوا في الزراعة أو في الورش ، بالإضافة إلى أن معظمهم إن لم يكن كلهم سيكون لديهم دور ثان في امتحانات النقل للصفين الثالث والرابع

فهل سيشاركون في البرامج العلاجية للقرائية أم أنهم سيشاركون في امتحانات الدور الثاني ؟ !!!! ولم تخبرنا الوزارة ما هو البرنامج العلاجي الذي ستطبقه في أجازة الصيف إذا كانت هي أصلاً لن تستطيع الانتهاء من تقييم الاختبار هذا العام ؟!!!

السؤال الأهم : هذا الاختبار التشخيصي للصفين الثالث و الرابع الذي تم في نهاية العام الدراسي ، ما وجه الاستفادة منه ؟ !!!! ، فبعد تشخيص مستوى التلاميذ يتم وضع البرنامج العلاجي ، فمتى سيتم وضع البرنامج العلاجي ؟ !!! ، ومتى سيتم تطبيق هذا البرنامج ؟ !!! ، المنطقي أن البرنامج العلاجي سيكون في العام الدراسي القادم !!! ؟، يعني سيكون تلميذ الصف الثالث في الصف الرابع ، وتلميذ الصف الرابع سيكون في الصف الخامس !!!!

فالطبيعي أن البرنامج العلاجي لن يتطابق مع المستوى الذي عليه التلميذ الآن !!!! ، فمستوى الطالب الدراسي سيتغير خلال شهور الأجازة ربما للأحسن وربما للأسوأ ، يعني ما تم اليوم من اختبار تشخيصي هو والعدم سواء !!!! ، لكن كلف الوزارة وقت وجهد ومال دون طائل ، فما الهدف من اختيار هذا الوقت لإجراء الاختبار ؟ !!!

يا سادة : امتحانات آخر العام الأسبوع القادم ، فكان يجب على الوزارة أن تستعد لتطبيق اختبار تشخيصي حقيقي مع بداية العام الدراسي القادم ، وتُدرب المعلمين والقائمين على العملية التعليمية على هذا الاختبار خلال الأجازة الصيفية ، وتستعد ببرنامج علاجي يبدأ من بداية العام الدراسي ، فعلى نهاية النصف الأول من العام الدراسي يتم تطبيق اختبار بعدي ، ونعالج القصور في النصف الثاني من العام الدراسي

أما ما حدث هو ضجة إعلامية صاحبتها خسائر كثيرة ، وأصبح راسخاً في ذهن الجميع تعبير قاسي أصاب الجميع بالإحباط ، وهو عبارة : ” مفيش فايدة ” ، بسبب هذه التجارب غير المدروسة من جانب الوزارة ، ياسادة نحن أمام كارثة وهي المستوى المتدني في مهارات القراءة والكتابة ، الذي وصل في آلاف المدارس على مستوى الجمهورية إلى مستوى أقل من المتوسط !!!! ، الأعجب أن الوزارة والحكومة كلها والشعب يعلمون ذلك ، ولكن ليست هناك إرادة لمحو أمية هذا الشعب

فندائي أوجهه إلى رئيس الجمهورية : يا فخامة رئيس الجمهورية : نحن في حاجة إلى ثورة في التعليم ، ولا نحتاج جُرعات دوائية غير منتظمة !!!! ، لأن هذه الجرعات القليلة وغير المنتظمة تسبب انتكاسات صحية للمريض ، فهذه التجارب غير المدروسة في مجال مهارات القراءة والكتابة ، تلعب دوراً كبيراً في تجهيل الشعب ، وفضيحتنا على المستوى الدولي في مجال التعليم لا تحتاج إلى دليل

وأكرر ندائي إلى رئيس الجمهورية : يا فخامة الرئيس مصر تحتاج إلى ثورة تعليمية ، وتحتاج إلى قرار منك مباشرة ، بأن نخصص عام 2016 للتعليم ، ويكون شعار مصر هو : عام 2016 هو عام التعليم ، فهل سيصل صوتي إلى قصر الاتحادية ؟ !!!! .

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة