اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

الأمراض العصابية والأمراض الذهنية

نفس

مفهوم الأمراض العصابية والذهنية

كثيراً ما يحدث خلط في أذهان الناس بين الأمراض العصابية والأمراض الذهانية. أما الأمراض العصابية فيقصد بها الأمراض النفسية، بينما الأمراض الذهانية فيقصد بها الأمراض العقلية.

وقد يكون من الصعب على الشخص العادي التمييز بين أعراض المرضين، كما يوجد تداخل في أعراض الأمراض المختلفة سواء النفسية أو الذهانية، وقد نجد أن الأعراض في بعض الأحيان واضحة متميزة يسهل ملاحظتها، وفي أحيان أخرى تبدو متخفية لا يمكن تمييزها بسهولة.

كما أن الأعراض المميزة لكل مرض قد تجتمع في مريض واحد وقد لا تجتمع كلها، وقد يأخذ العرض الواحد أشكالاً مختلفة. كما تختلف الأعراض في شدتها من مريض لآخر، وذلك مثل مرض الوسواس القهري، فقد يظهر العرض لدى شخص في تكرار غسل الأيدي، وقد تظهر لدى آخر في شكل تكرار غلق أجهزة المنزل.. وهكذا.

ولكن يظل هناك اختلاف جوهري بين كل من المرض العصابي والمرض الذهاني وإن كان يطلق على كل من المرضين (أمراض نفسية) وسنستعرض في هذا المقال الاختلافات الجوهرية بين كل من المرض العصابي والمرض الذهاني، وذلك من حيث أسباب كل منهما وتأثيره على شخصية المريض وانفعالاته وسلوكه.

أولاً: المرض العصابي

يحدث في المرض العصابي تغيير جزئي في الشخصية، إلا أن المريض يظل واقعاً بين السوية والذهان، فليس هناك حدود فاصلة بين السوية والعصاب من ناحية وبين العصاب والذهان من ناحية أخرى. فقد يتحول المرض العصابي إلى مرض ذهاني في حالة عدم العلاج.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك فرقاً بين العصاب والمرض العصبي، فالعصاب لا يتضمن تلفاً في الجهاز العصبي، كما أنه لا يرجع في الأصل إلى اضطراب فسيولوجي تشريحي، ولكنه اضطراب وظيفي ديناميكي انفعالي المنشأ، ويظهر في الأعراض العصابية. أما المرض العصبي فهو اضطراب جسمي تشريحي، بالإضافة لأنه يحدث تلفاً في الجهاز العصبي وذلك مثل الشلل النصفي أو الرباعي.

ومن أهم الأمراض العصابية القلق والهستيريا والوسواس القهري والاكتئاب العصابي. وتلعب الضغوط النفسية دوراً أساسياً في حدوث مرض العصاب، وهذه الضغوط قد تكون في صورة متكررة، ذات طابع غير حاد، أو ضغوطاً في صورة لها طابع الشدة، والبيئة بالطبع تلعب دوراً أساسياً في أحداث هذه الضغوط. والضغوط المتكررة ذات الطابع غير الحاد مثل معاناة الفتيات من التحرش الجنسي المتكرر في وسائل المواصلات أو في الطريق العام، أو الخلافات الأسرية المتكررة، أو سوء معاملة شريك الحياة المستمرة، أو الاضطهاد في العمل، أو أي مشاعر تنطوي على تهديد متكرر. أما الضغوط ذات الطابع الحاد فذلك مثل أحداث الحياة الفجائية التي تسبب فقداناً للتوازن

ثانياً: المرض الذهاني

من أهم الأمراض الذهانية الشيزوفرينا (الفصام) والبارانويا (الهزاء) والهوس. و ترجع أسباب المرض في الأغلب إلى الاستعدادات الوراثية والعوامل الجينية، وما يدعم ظهور المرض هو العوامل البيئية التي يعيشها المريض وذلك مثل مريض السكر، فقد تكون لديه الاستعدادات الوراثية للمرض وما يساعد على ظهوره هو عدم اتباعه للأنظمة الغذائية الصحية وتناوله الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات.

سلوك الذهاني يظهر على سلوك المريض الذهانى الشذوذ والغرابة أو يقوم بأفعال لا تساير المعايير الاجتماعية، فهو لا يكترث بالقيم الأخلاقية للمجتمع، وذلك مثل التبول أمام الناس، أو تعرية نفسه من الملابس، مع عدم الاهتمام بمظهره أو نظافته، وقد يؤذي نفسه ويؤذي الآخرين. فقد يقوم بقذف الناس بالحجارة، أو بتجريح نفسه، كما أنه ليس لديه القدرة بالطبع على تسديد احتياجات نفسه أو من حوله. وما يميز مريض الذهان أنه لا يشعر أو يعترف بمرضه وبالتالي لا يرغب في العلاج، وفي الأغلب فهو يرفض العلاج أو الدخول للمصحة بشدة، حيث لا يدرك طبيعة مرضه أو ما يعانيه.

وباختصار فإنه يمكن القول أنه إذا كان المريض العصابي يبني قصوراً في الهواء فإن المريض الذهاني يعيش هذه القصور التي بنيت في الهواء. عزيزي القارئ ألا ترى معي أن من نعم الله علينا أنه حبانا بصحة نفسية وعقلية جيدة؟ ولكن بكل الأسف فمن النادر أن نقدم الشكر لله على هذه النعمة، بل في أحيان كثيرة قد نستخدم ذواتنا وعقولنا في أمور لا تمجد الله في حياتنا إذ نسلم ذواتنا وأذهاننا لأفكار العدو فيعبث بها ويدمرها ويملؤنا بروح الشك والخوف والقلق فنفقد سلامنا وراحتنا ونعرض صحتنا النفسية والعقلية للأمراض الخطيرة.

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة