اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

التعليم العام

نكشف صراع الكبار على “تورتة المناصب” بوزارة التعليم.. “اتحدوا على ضرب بعضهم وتناسوا كلام الرئيس”

131

مع بداية عام 2015، تحول ديوان عام وزارة التربية والتعليم، إلى صراع خفي بين “الكبار”، على خلفية مسابقة القيادات التي أعلنت عنها الوزارة، بأنها في حاجة إلى 94 قيادة في مناصب “عليا” بالديوان، ومنذ هذا الحين، وبدأ الصراع يتأجج بين غالبية من تقدموا للمسابقة، الكل يتحدث عن الكل بما فيه من سلبيات، أملا في إضعاف موقفه، وأصبحت “التربية والتعليم” هي الضحية.

وبدلا من أن يتفرغ “الكبار” للمشاكل المتراكمة في الإدارات والقطاعات المسئولين عنها وكيف فشل بعضهم في التوصل إلى حلول جذرية لهذه المشكلات، تفرغوا للتحدث عن سلوكيات وخبرات من ينافسونهم على المناصب المتقدمين عليها في مسابقة القيادات، وتناسوا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قال يومًا: إن التعليم هو المشروع القومي لمصر.

وعلى سبيل المثال لا الحصر:

1- بات هناك صراع خفي بين مسئولة كبيرة بإدارة التعليم الخاص بالوزارة وبين مسئولة كبيرة بالإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية، بعدما علمت “الأخيرة” أن “الأولى” تقدمت على نفس منصبها، وبات كثيرون في الديوان يتحدثون عن “صراعات مكبوتة خلف الستار” بين السيدتين، رغم أن الأولى لديها مشكلات لا حصر لها في إدارتها، وصل مداها إلى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، على خلفية قيام مدارس خاصة بـ”ابتزاز أولياء الأمور” ورفع المصروفات رغما عن أنفهم وأنف وزارة التعليم، بينما أصبحت مكاتب إدارة “الثانية” مخترقة من الجميع، وكأنها “وكالة من غير أبواب”.

2- إلى إدارة التعليم الخاص بديوان الوزارة، فبات الصراع بين العاملين بها على أشدة، خاصة بعدما تسرب إليهم أن نحو 15 شخصية تقدمت على منصب مدير إدارة التعليم الخاص، وبات الكل يتحدث عن الكل، في محاولة لتشويه الصورة كما يجب أن تكون: “هذا إخواني.. هذا له علاقة بأصحاب مدارس خاصة.. هذا ليس لديه خبرة لتولى المنصب.. وهكذا”، رغم أنهم يعلمون في وزارة تحمل اسم “التربية” قبل “التعليم”، ولكن طغى حب المنصب على احترام التربية وتقدير التعليم.

3- الصراع الأكبر، وصل إلى إدارة الإعلام بالوزارة، خاصة بعد انتداب الدكتورة حنان كمال، لشغل منصب المستشار الإعلامي لوزير التعليم، والآن أصبح هناك: مستشار إعلامي، ومدير إدارة إعلام، ومتحدث إعلامي، ومدير إدارة علاقات عامة، كل منهم يرى في الآخر “سقطات”، وبدلا من أن تكون هذه السقطات “في السر”، وصل مداها إلى ألسنة العاملين بالديوان، هذا يتحدث عن المستشارة الإعلامية بالسلب، وذاك يطعن في المتحدث الإعلامي بالسوء، وهذا يشكك في نوايا مدير إدارة الإعلام، وهؤلاء يطعنون في مدير العلاقات العامة.. هذا يقول “فلان جاي ياخد مكاني”، وذاك يتحدث عن “مؤامرة من الإعلام ضد إدارة الإعلام” وهذه تؤكد وجود تعمد من “فلان” لعدم إبراز إنجازات الوزارة.. وكانت النهاية: عندما اتحد ممثلو إعلام الوزارة على التقطيع في بعضهم تكون النتيجة انحدار وفشل إعلامي، ولكن: إذا كان المسئولون عن إعلام الوزارة يطعنون في بعضهم بهذا الحد.. لماذا يتعجب المسئولون في الوزارة من تركيز الإعلام على السلبيات؟.

4- لم يكن قطاع التعليم العام بالوزارة بمنأى عن الصراعات “الكلامية”، خاصة بعدما تسرب للبعض أسماء المتقدمين في مسابقة القيادات لشغل هذا المنصب، وبات كل منهم يروج لنفسه على حساب منافسه، هذا يقول: “ده فلان معندوش خبرة ومعرفش يعمل حاجة في المديرية إللى كان ماسكها إزاي هيمسك التعليم العام”، والآخر يقول “ده بيقولوا إنه إخواني”، رغم أن أحد المتقدمين لمنصب رئيس قطاع التعليم العام تم رفضه عندما ترشح على منصب مدير مديرية التعليم بالقاهرة، وهناك مرشح آخر لمنصب رئيس قطاع التعليم العام تمت إقالته من منصب مدير إحدى المديريات التعليمية بوسط الدلتا، بعد اختياره للمنصب بشهرين فقط، وكل منهما يذكّر الآخر بذلك، وكأن ديوان الوزارة بالنسبة لهؤلاء، لم يكن لـ”التعليم” بقدر ما أصبح ديوانا لـ”الدعاية الانتخابية”.

5- نسرين حلمى مستشارة الوزير، صاحبة مشروع المليون فكرة، تلك التي وصل الصراع بينها وبين بعض “الكبار” في ديوان الوزارة إلى حد البحث في حياتها الشخصية، هذا يتحدث عن أن زوجها يعيش في دولة قطر، وذاك يقول إنها تتعامل بكبرياء وتعال لأنها تستقوى بشخصية كبيرة في الدولة، لكن وصل الصراع الخفي بين نسرين و”الكبار” في الوزارة عندما ذكر مسئولون إنها أبلغتهم بأنها “قريبة إبراهيم محلب”، و”أنها تتحدث مع إبراهيم محلب في التليفون دائما”، و”أنها تعيش بجوار إبراهيم محلب”، فضلا عن تركيزها على مشروع يحمل اسم “المكرونة”، مما جعل هذه الكلمة مسارًا للسخرية بين عدد ليس بالقليل في ديوان الوزارة رغم إشادة الوزير بالمشروع أكثر من مرة، باعتباره نقلة نوعية في قطاع الأنشطة وقال إن الطلاب بدأوا ينتظمون في المدرسة بسبب الأنشطة التي تقوم بها “نسرين”، لكن الأسوأ من ذلك أن هجوم بعض المسئولين عليها وصل إلى حد أنهم يطلقون عليها اسم “الدكتورة نسرين مكرونة”.

ختامًا لما سبق: فإن ديوان عام الوزارة تحول إلى ما يشبه لعبة “القط والفأر” بين “الكبار”، وبدلا من اتحادهم لتنفيذ خطط تطوير التعليم ومتابعة المهام المكلفين بها، اتحدوا على “ضرب بعضهم ببعضهم”، وكانت النهاية: وزارة خاوية من قيادات ناجزة تعرف قيمة التعليم وتقدّر معاني التربية.. تصارعوا على المناصب وتناسوا أنهم مسئولون عن مستقبل تلاميذ أمة، مشروعها القومي هو “التعليم”.

المصدر : بوابة الأهرام

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة