الآن وحصريًا .. بحث بالإسم لنتيجة الثانوية العامة مع احصائيات الترتيب وتوقعات التنسيق

اضغط هنــا
التعليم العام

التعليم المشترك بين القيم والتحديات

التعليم المشترك بين القيم والتحديات
من كتاب حلول تربوية

بقلم دكتور احمد عبد الحميد
ما زالت قضية التعليم المشترك في المدارس المصرية تثير نقاشًا واسعًا بين أولياء الأمور والمربين؛ ففي الوقت الذي يرى فيه مؤيدون أن الاختلاط داخل الفصول يمثل تدريبًا طبيعيًا على الحياة الاجتماعية، يحذّر آخرون من فقدان القيم أو انزلاق الطلاب نحو سلوكيات غير منضبطة.

ويأتي هذا الجدل في ظل رصد مشكلات عملية داخل بعض المدارس، أبرزها ضعف الوعي الطلابي بكيفية التعامل المنضبط، وتباين مواقف الأسر بين القبول والرفض، إضافة إلى غياب برامج تربوية واضحة ترسّخ القيم وتضبط السلوك داخل الفصول المشتركة.

وفي هذا السياق، يشير كتاب حلول تربوية – في فصله الثالث بعنوان “القيم لدى طلاب المدارس المصرية” – إلى أن القيم الأخلاقية تمثل الأساس لأي تجربة تعليمية ناجحة، موضحًا أن المدرسة والمعلم معًا يشكلان المحور الأهم في بناء هذه القيم لدى الطلاب. ويؤكد الكتاب أن التعليم المشترك قد يتحول إلى فرصة ذهبية لتعزيز قيم التعاون والاحترام إذا أحسنت المدرسة إدارة التجربة، لكنه قد يصبح تحديًا خطيرًا إذا غابت المنظومة القيمية الضابطة.

كما يشدد الكتاب على أن نجاح التعليم المشترك مرهون بتكامل أدوار الأسرة والمدرسة والمجتمع، مع وضع لوائح واضحة للسلوكيات، وتنفيذ أنشطة تربوية مشتركة، لضمان بيئة تعليمية آمنة.

إن جوهر النقاش حول التعليم المشترك لا يكمن في سؤال: هل نرفضه أم نقبله؟ بل في سؤال أكثر عمقًا:
هل نحن مستعدون لتجهيز أبنائنا بمنظومة قيم أخلاقية تحصّنهم وتجعل من التعليم المشترك تجربة تربوية ناجحة وآمنة؟

بهذا المعنى يصبح التعليم المشترك اختبارًا حقيقيًا للقيم، فإن وُجدت صارت التجربة مصدر ثراء، وإن غابت تحولت إلى عبء وخطر.

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة