الآن وحصريًا .. بحث بالإسم لنتيجة الثانوية العامة مع احصائيات الترتيب وتوقعات التنسيق

اضغط هنــا
التعليم العام

سلامة الجسد والحدود الشخصية للأطفال في المدارس ودور الأسرة

سلامة الجسد والحدود الشخصية للأطفال في المدارس ودور الأسرة

بقلم دكتور أحمد عبد الحميد

تعتبر تربية الأبناء على سلامة الجسد والحدود الشخصية أحد أهم مايشغل بال المدرسة و الأسرة ، إنها ليست مجرد محاولة لمنع الأذى فحسب، بل هي عملية منهجية لتمكين الطفل من الشعور بملكية جسده، وبناء ثقته بنفسه، وتعليمه كيفية التواصل الصحي، مما يُعدّ أساسًا لسلامته العاطفية والجسدية مستقبلًا. هذه العملية تعزز التمكين الذاتي والاستقلالية الشخصية لدى الطفل

أهم الأسس التربوية السليمة للأبناء
العمل على التنشئة الدينية الصالحة في البيت، وربطها مع العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية. مع ضرورة غرس روح المسؤولية في نفوس الأبناء وربطهم مع القدوة الصالحة، وتربيتهم على أسس الأخلاق، لنخرج بجيل متعلم وواع ومدرك مع توفير الجو المناسب في البيت من خلال التوعية السليمة

تعتمد سلامة الجسد على مجموعة من المبادئ النفسية التي يجب غرسها في الطفل منذ الصغر:

1. ملكية الجسد والحق في الموافقة (القبول والرفض)
يجب أن يفهم الطفل مبدأ ملكية جسده بشكل قاطع؛ أي أن جسده يخصّه وحده، وله الحق المطلق في اتخاذ القرارات المتعلقة به.
2- يجب أن يعلم الطفل أن لديه الحق في أن يقول “لا” لأي لمسة أو عناق أو قبلة لا يريدها، حتى من أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين، ومن الضروري تطبيع كلمة “لا” كاستجابة صحية في المقابل، يجب تعليم الطفل احترام الحدود والمساحة الشخصية للآخرين.

3- تسمية الأعضاء والتواصل المفتوح
لتعزيز بيئة من الانفتاح والوعي الجسدي، يُعدّ استخدام الأسماء الصحيحة للأعضاء التناسلية أمرًا بالغ الأهمية بدلاً من الكلمات البديلة أو التلميحات. هذا النهج يزيل الشعور بالخجل المرتبط
4- تمكين الأطفال من ثقتهم
يجب تمكين الأطفال من الثقة بغرائزهم وشعورهم الداخلي، علّم طفلك أن أي شعور بـ “أن شيئًا ما ليس صحيحًا”، أو الشعور بالارتباك أو الخوف أو عدم الارتياح تجاه شخص أو موقف، هو إشارة يجب أن يأخذها على محمل الجد، حتى لو لم يستطع شرح السبب، هذا يسمى تمكين الحدس، علّمهم أن من حقهم الانسحاب والهروب من أي موقف يثير قلقهم فورًا، وأن التهديد العاطفي أو التلاعب هو شكل من أشكال الأذى يجب رفضه.

كيفية حماية الجسد
يمكن للوالدين الاعتماد على هذه القواعد المحددة للأمان الجسدي وهي

جسدك يخصك: لا يُسمح لأحد بلمس مناطقك الخاصة (التي تغطيها الملابس الداخلية)، فهذه المناطق خاصة بك وحدك.

احترام حدود الآخرين: لا يجب عليك لمس المناطق الخاصة لشخص آخر دون موافقته أو بشكل غير لائق.

لا صور خاصة: لا يُسمح لأحد بأخذ أو طلب صور لأعضائك الخاصة تحت أي ذريعة.

قل “لا” بصوت عالٍ وواضح: إذا حاول أحدهم كسر هذه القواعد أو جعلك تشعر بعدم الارتياح، فمن حقك أن ترفض بصوت عالٍ وتطلب المساعدة.

ثبات حدود الملابس: عند اللعب مع الأصدقاء، يجب إبقاء الملابس في مكانها لترسيخ الحدود المتعلقة بالملابس والخصوصية المستمرة ي كل زمان ومكان.

لديك الحق في الخصوصية: يُسمح لك بطلب الخصوصية عند الاستحمام، أو ارتداء الملابس، أو استخدام المرحاض.

و لديك الإذن بالابتعاد والهروب من الموقف فورًا إذا كسر أحدهم هذه القواعد، وطلب المساعدة من شخص بالغ تثق به.

سلامتك تأتي أولًا: لا تحتفظ بأسرار، أخبرني فورًا بأي شيء يجعلك تشعر بالسوء أو الخوف، شجّع طفلك على مشاركة أي شيء يزعجه، لكسر حاجز الصمت الذي يستخدمه المعتدون.

التعليم المناسب للمرحلة العمرية
يجب أن تتطور محادثات سلامة الجسد لتناسب التطور المعرفي والاجتماعي للطفل:

يجب أن يركز التعليم على ملكية الجسد والتعرف على الأجزاء الخاصة، والتأكيد على أن “مناطقك الخاصة هي مناطق خاصة”.

يمكن توسيع النقاش ليشمل مفاهيم أكثر عمقًا مثل: الموافقة، وعلامات السلوك غير المناسب، وضرورة الإخبار فورًا. هذا هو الوقت المناسب لإدخال مواضيع السلامة الرقمية والحدود على الإنترنت.
يجب مناقشة العلاقات الصحية والمبنية على الاحترام المتبادل، وكيفية التعبير عن الحدود بوضوح وثقة
القصص الاجتماعية: تُستخدم القصص الاجتماعية لتقديم سيناريوهات اجتماعية بعبارات بسيطة وواضحة، بينما توفر الصور والبطاقات البصرية أدوات ملموسة تجعل مفاهيم المساحة الشخصية أكثر واقعية ومفهومة للطفل.

لعب الأدوار : يتم استخدام لعب الأدوار لممارسة مهارات السلامة والردود المناسبة في بيئة آمنة، ويُستخدم التعزيز الإيجابي لتشجيع السلوكيات الآمنة والجيدة مما يضمن تعميم هذه المهارات واستمراريتها.

الحماية في السياقات الصعبة ودور المؤسسات

عند إفصاح الطفل عن تعرضه للخطر: يجب أن يكون رد فعلك المباشر هو الحفاظ على هدوئك تمامًا والتعبير عن دعمك الفوري بالقول: “أنا سعيد لأنك أخبرتني، وأنا أصدقك”، تجنب إظهار الغضب أو الصدمة الشديدة، قم بالإصغاء للطفل دون مقاطعة أو لوم، وركّز على التأكيد على أن الخطأ ليس خطأه أبدًا، يجب تسجيل التفاصيل، ثم توفير حماية الجسد الفورية والاتصال بالجهات المختصة

التعامل مع التنمر والتحرش المدرسي: التنمر والتحرش في البيئة المدرسية هو انتهاك للوقاية الجسدية. علّم طفلك أن يستخدم قاعدة “اذهب وقل” وأن يلجأ إلى معلم موثوق به أو الأخصائي الاجتماعي في المدرسة. وعلى مستوى المدرسة، يجب تطبيق برامج التوعية المدرسية وتوفير منصات آمنة وسرية للطلاب.

يجب تعليم الأطفال أن أي محتوى أو طلب يخص الجسد على الإنترنت هو إساءة، يجب الإبلاغ عن المحادثات المشبوهة عبر منصات التبليغ أو تطبيقات المراقبة الأبوية.

لا يمكن تحقيق الأمان الجسدي دون شراكة مجتمعية فعالة تشمل

المدارس والمعلمون: يجب أن تتبنى المدارس برامج التوعية المنهجية، والاستفادة من دور الأخصائيين الاجتماعيين والأخصائيين النفسيين في تقديم الدعم النفسي والوقائي.

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة