الطلاب بين المنزل والمدرسة والشارع

الطلاب بين المنزل والمدرسة والشارع
بقلم دكتور أحمد عبد الحميد
ماجستير أصول التربية جامعة طنطا
تمر التربية في المجتمع اليوم بأزمات وتحتاج لحلول تربوية
ومشاركة واقعية وتحديد أدوار كلا من :
المعلم والطالب والأسرة والمجتمع
فالمعلم أهم عنصر في التربية ودوره يصنف عالميا أنه الأهم في منظومة التربية ولكنه اليوم يمر بمعادلة صعبة يتحملها بمفرده ولسان حاله يقول :
التدريس اليوم معركة مابين أوامر وتعليمات وتقييمات ومتابعة وتصحيح وإشراف وتكليف وكنترول واختبارات وطابور وسجلات … مع مجموعة من طلاب تختلف مجتمعاتهم البيئية فمنهم المتميز والذكي والفنان والعبقري ومنهم المتمرد والعنيف
إنه أشبه بالسيرك وعلى المعلم أن يؤدي دوره في المسرح
نظرا لغياب التربية في المنزل وضعف القيم وقلّة الاحترام من الطلاب وذلك للمؤثرات التي يساعد فيها المنزل والشارع والمجتمع والإعلام والميديا ومواقع التواصل والتقليد الأعمى
فالتربية ليست مهنة تعليم ولا تلقين، المعلم أصبح يحاول أن يبني بيتا سقفه يتهدم كل يوم.
التدريس اليوم لم يعد مهنة…و لا رسالة…و لا حلم طفولة.
اليوم الدور تبدل:
المعلم لم يعد قادرا على إكمال دورهفي التربية…..نظرا للضغط بكل ماسبق فدور المعلم في المنظومة هو تعليم وتصحيح وواجبات وتقييم ووو
الطفل يصل الفصل لا يعرف ولا يحب أن يسمع كلمة لا
لا يعرف الجلوس دقيقة هادئا..
لا يعرف حدود و لا يعرف إعتذارا لا يعرف كيف يحترم زميله ووجب على المعلم أن يقوم بما يلي للطالب :
تربّيته وتهذّيبه وتعلّيمه وتقويمه وتقييمه وأن يحتوي نوبات غضبه وتكون حنونا ولا ترفع صوتك.
وتعمل كل هذا بـ ابتسامة وهل أصبح المعلم روبوت؟!
التدريس أصبح معركة أعصاب كل يوم.
تدخل للفصل تجد صغارا لم تكتمل تربيتهم وهو ليس انتقاص من الجميع ولا المقصود التعميم
أهالي يوصلون أولادهم إلى المدرسة ويقولون :
“أوغي حد يكلمك .اللي ضربك اضربه
وعلى المعلم أن يصلح، يربّي، يعلّم، يعاقب، يتصرف.”
وعلى المعلم أن يكون صبورا وطبيبا نفسيا .وأم وأب ومصلح اجتماعي …. ولا تخطأ ولا تغلط ولا تعاقب !
وبرغم كل هذايأتي يوما يجعلونك أنت المخطئ
يوجد اليوم معلّمين ينهارون كل يوم… بصمت…يوجد من يخرج من الفصل يرتجف و يوجد من يذهب لمنزله صامتا ساكتا يكاد أن ينفجر وهو في تفكير مستمر وذهن مشوش
يؤثر ذلك على أسرته بالسلب على أن يعود صباحا للمدرسة بابتسامة مزيفة في الصباح.ليس لأنه لا يحب مهنته،بل لأن الضغط تعدّى طاقة البشر.
المعلّم لا يريد أن يتدلّل، بل يريد أن يعرف الجميع
أنه في تعب نفسي قبل أن يكون جسدي.
وجع لا يرى … لكن يقتل. ولسان حاله يقول
عزيزي وليّ الأمر،لماذا استدعيتك للمشاورة؟
لأن ابنك يحتاجك… لا لتوقّع ورقة، بل لتسمع، لتفهم، لتشاركني تربيته.استدعيتك لأن السلوك الذي نراه في المدرسة لا يُعالَج بالعقاب فقط، بل بالحوار والتربية المشتركة.
جئتُ لا لأشكو ابنك، بل لأُنقذه قبل أن تزداد الفجوة بيننا وبينه.
فالتربية مسؤولية نُتقاسمها، لا نحملها وحدنا.
ونحن مازلنا نضع المعلم موضع الشك وموضع المتهم
مع أن بداية التربية للطفل في المنزل بها قصور وإليك قصة تبين قصور الأسرة
من أروع اللوحات في تاريخ الفن للفنان فيودور بافلوفيتش عام 1952
تجسّد فتى عائد من المدرسة وقد رسب في الامتحان…
الكل في البيت ينظر إليه بنظرات اللوم،
وأخوه الصغير يبتسم بشماتة،
إلا الكلب… يجري نحوه بفرحٍ وحبٍّ كما يفعل دائمًا
قال الرسام:
«عاملوه كما عامله الكلب،فهو يحبه ناجحًا أو راسبًا،
يحبه لذاته.» مما يؤثر في تربية الطفل في المنزل فتنعكس في المجتمع والمدرسة
العائلة إما أن تصنع إنسانًا…أو كومة عُقَد.