اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

النظرية الْتوليدية اَلتَّحْوِيْلِيَّةُ 2/1

3

 كتب : أد. عبد الله جادالكريم
لقد نشر تشومسكي كتابه الأول التراكيب النحوية عام (1957م)، وكان كتابًا ضئيل الحجم مُقتضبًا، وكانت أفكاره غير مُقيَّدة بالتَّناول العلمي والفني لقضايا هذا العلم إلى حدٍّ ما، ومع ذلك فقد كان الكتاب ثورةً في الدِّراسة العلمية للغة ؛ ظلَّ تشومسكي بعدها يتحدَّث بسطوة مُنقطعة النَّظير في كافة نواحي النَّظريَّة النَّحويَّة لسنوات طويلة .
ويتحدَّث تشومسكي عمَّا يُسمِّيه «النَّحو العالمي»، وهو تعبير عن الثَّوابت اللغوية العالمية، ولذا يُنكر تشومسكي وجود لغات بدائية، تماماً كما يُنكر كلود ليفي شتراوس وجود نظم معرفية بدائية أو ما يُسمَّى «قبل المنطقي».
* والنَّحو التَّوليدي: هو نظرية لسانية وضعها تشومسكي، ومعه علماء اللِّسانيات فيما بين(1960م و1965م) بانتقاد النَّموذج التَّوزيعـي والنَّموذج البنيوي؛ في مقوماتهما الوضعية المُباشرة، باعتبار أنَّ هذا التَّصور لا يصف إلاّ الجمل المُنجزة بالفعل، ولا يمكنه أن يفسر عددًا كبيرًا من المُعطيات اللِّسانيَّة؛ مثل:الالتباس، والأجزاء غير المُتَّصلة ببعضها البعض؛ فوضع هذه النَّظرية لتكون قادرةً على تفسير ظاهرة الإبداع لدى المُتكلِّمِ، وقدرته على إنشاء جمل لم يسبق أن وُجدت أو فُهمت على ذلك الوجه الجديد، ويرمز له بـ(T. G. G) وناقشه لأول مرة تشومسكي في كتابه الصادر عام(1957م) باعتباره صورة توضيحية للأداة التوليدية.
والنَّحو يتمثَّل في مجموع المحصول اللِّساني الذي تراكم في ذهن المُتكلم باللغة يعني الكفاءة اللِّسانية، والاستعمال الخاص الذي ينجزه المتكلم في حال من الأحوال الخاصة عند التخاطب والذي يرجع إلى القدرة الكلامية. والنحو يتألَّف من ثلاثة أجزاء أو مقومات:
ـ مقوم تركيبي: ويعني نظام القواعد التي تحدد الجملة المسموح بها في تلك اللغة.
ـ مقوم دلالي: ويتألف من نظام القواعد التي بها يتم تفسير الجملة المُولَّدة من التَّراكيب النحويَّة.
ـ مقوم صوتي وحرفي: يعني نظام القواعد التي تنشئ كلامًا مُقطَّعًا من الأصوات في جمل مُولَّدة من التركيب النحوي.
* والشبكة النحوية: يعني البنية النحوية، وهي مكونة من قسمين كبيرين: الأصل: الذي يُحدِّد البنيات الأصلية.
* والتَّحويلات: التي تُمكِّن من الانتقال من البنية العميقة المُتولَّدة عن الأصل إلى البنية الظاهرة (السطحية) التي تتجلى في الصيغة الصوتية، وتصبح بعد ذلك جُملاً مُنجزة بالفعل، أو التَّغيُّرات التي يُدخلها المُتكلِّم على النَّصِّ؛ فينقل البنيات العميقة المُولَّدة من أصل المعنى إلى بنيات ظاهرة على سطح الكلام، وتخضع بدورها إلى الصياغة الحرفية النَّاشئة عن التَّقطيع الصَّوتي.
والتَّحويل ومقوماته لا يمسُّ المعنى الأصلي للجمل ولكن صورة المؤشرات التي هي وحدها قابلة للتغيير،”ونقصد بالمؤشرات العُقد التي تضفر فيها خيوط الكلام، فالتَّحويلات عمليات شكليَّة محضة، تهمُّ تراكيب الجمل المُولَّدة من أصل المعنى، وتتم بشغور الموقع أو بتبادل المواقع أو بإعادة صوغ الكلمات أو باستخلافها، حيث يستخلف الطرف المقوم بطرف آخر مكانة أو بإضافة مُقوِّمٍ جديدٍ له”. وتتم عمليات التَّحويل في مرحلتين:
إحداهما: بالتَّحويل البنيوي للسلسلة التركيبية لكي نعرف: هل هي منسجمة مع تحويل معين؟
والثاني: باستبدال بنية هذا التَّركيب بالزِّيادة أو بالحذف أو بتغيير الموضوع أو بالإبدال، فنصل حينئذ إلى سلسلةٍ مُتتالية من التَّحويلات تتطابق مع البنية الخارجية.
*ومفهوم النظرية التوليدية التحويلية:هو:”تحويل جملة إلي أخرى أو تركيب إلى آخر, والجملة المحولة عنها هي ما يعرف بالجملة الأصل ـ البنية العميقة ـ والقواعد التي تتحكم في تحويل الأصل هي “القواعد التحويلية”, وهي قواعد تحذف بعض عناصر البنية العميقة أو تنقلها من موقع إلى موقع آخر, أو تحولها إلي عناصر مختلفة, أو تضيف إليها عناصر جديدة وإحدى وظائفها الأساسية تحويل البنية العميقة الافتراضية التي تحتوي علي معنى الجملة الأساسي إلي البنية السطحية الملموسة التي تجسد بناء الجملة وصيغتها النهائية”.
* أهم أسس النظرية التحويلية :
أولاً: التَّمييز بين البنية العميقة والبنية السَّطحيَّة.
ثانيًا: القواعد التحويلية ينجم عند اتِّباعها جمل أصولية لا غير، كما تُحدد كل الجمل المُحتملَة في اللغة.
ثالثًا: اعتبار الجملة الوحدة اللُّغوية الأساسية.
رابعًا: التَّفريق بين الكفاية والأداء: فالكفاية: قدرة ابن اللغة على فهم تراكيب لغته وقواعدها وقدرته من الناحية النظرية، على أن يُركِّب ويفهم عددًا غير محدودٍ من الجُمل، ويُدرك الصَّواب منها أو الخطأ، وأمَّا الأداء: فهو الأداء اللُّغوي الفعلي لفظًا أو كتابة.
خامسًا: الإدراك اللغوي والقدرة اللغوية: وهي صفات إنسانية تكمن في النَّوع البشري وليست مُكتسبة. وتنقسم القواعد التحويلية إلى قسمين: اختيارية، واجبارية.
ـ من أهم القواعد التحويلية:
(1) الحذف : (أ + ب) ــــ (ب) .
(2) التعويض : ( أ ) ــــ (ب) .
(3) التمدد والتوسع : ( أ ) ــ (ب + ج) .
(4) التقلص أو الاختصار: (أ + ب) ـ (ج).
(5) الإضافة أو الزيادة : (أ) ــــ (أ + ب) .
(6) إعادة الترتيب (التبادل أو التقديم والتأخير ):( أ + ب ) ـــ ( ب + أ ).

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة