اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

الموسوعة العلمية

اللجلجة والتلعثم .. أسبابها وتشخيصها .. ومظاهرها وعلاجها

تعتبر اللجلجة كاضطراب كلامي من أخطر أنواع العيوب الكلامية بين الأطفال والكبار ويجلب لمن يصابون به المتاعب والآلام ويعرقل سيرهم في الحياة وبعرضهم للتهكم والسخرية ويخطوا بهم خطوات حثيثة الي القنوط واليأس حتي ليفكرون في الانتحار لأنه يصعب عليه التعامل مع البيئة المحيطة تفاعل ايجابي فاللجلجة ليست فقط اعاقة في الكلام بل اعاقة للحياة كلها

وقد حاولت في هذا البحث ان اجمع اغلب هذه المشاكل والصعوبات من خلال المظاهر الدالة عليها ولابد من الاشارة إنه قد يعاني الطفل من واحدة او اكثر من هذه العيوب

التمهيد

ان عبارة التواصل وتبادل الافكار بين المرسل والمستقبل نعتقد أنه جزء بسيط وطبيعي جدا في حياتنا اليومية شخص ما يتكلم وشخص اخر يستمع الي ما يقال وعلي الرغم من ذلك فهناك البعض الذين يعانون من صعوبة في الكلام ويكون الكلام لديهم يتم بشكل مختلف

وتعد اللجلجة احد هذه الاضطرابات في التواصل فقد يعاني بعض الاطفال في سن مبكر (ما قبل المدرسة ) من مشاكل وصعوبات بالنطق وقد يكون لها اثار نفسية واجتماعية خطيرة إن لم نحسن التعامل معها بالشكل المطلوب حيث قد يسهم الاهل بدون وعي بتفاقم هذه المشكلات.

أهمية البحث

١ – يوضح أهمية الطفل علي الكلام

٢ – يوضح الاسباب المؤدية للجلجة

٣ – يعرض انواع العلاج الممكن استخدام مع الطفل المصاب باللجلجة

٤ – الحالة النفسية للطفل واهميتها في تحسين الكلام

٥ – ادوار الوالدين في بث الطمأنينة والشعور بأنه مقبول بوجه عام

٦ – يوضح الوقت المناسب الذي يتحتم فيه الذهاب للطبيب

٧ – يوضح العنف والقسوة ودورهم في تعثر الكلام

٨ – يلقي الضوء علي مظاهر وجود مشاكل الكلام لتنبيه الوالدين بكيفية التعامل واستشارة طبيب

٩ – يوضح النسبة المئوية لوجود التلعثم عند الاطفال

١٠ – اهمية الالتزام بالوقت الكافي للتدريب علي حل المشكلات التلعثم

١١ – كلما كان العلاج باكرا زادت نسبة نجاحة

١٢ – اهمية شعور الطفل بأنكم تستمتعون بالحديث

١٣ – اهمية التحدث مع الطفل بطريقة بطيئة وغير متسرعة

١٤ – اهمية توفير بيئة هادئة في البيت التي تتيح للطفل فرصة التحدث

١٥ – توضح افضل ما يمكن القيام به الابوين عن الحديث مع الطفل الذي يعاني من التلعثم

١٦ – اهمية عدم الضغط علي الطفل او احراجه في محاولة إكمال كلامه

العرض

العنصر الأول : تعريف اللجلجة

١ – اللجلجة في اضطراب في طلاقة الكلام يتميز بالتوقف المفاجئ او التكرار اللاإرادي للأصوات والمقاطع والكلمات او التوقف تماما عن الكلام او إطالة الاصوات والمقاطع

٢ – تعرف اللجلجة stuttering  وهي معرفة بالتلعثم او اعتقال اللسان stammering ايضا في المملكة المتحدة بأنه اضطراب في الكلام حيث يعاق تدفق الكلام بالتكرار التلقائي وإطالة الاصوات او المقاطع او الكلمات او بالتوقف مما يجعل الفرد غير قادر علي انتاج الاصوات الشفوية

٣ – اللجلجة هي ثقل في اللسان ونقص الكلام وعدم خروج إثر بعضه وتداخله والتردد فيه وهذا العيب الكلامي مرض شائع بين الصغار والكبار واسبابه معقدة متشابكة وهو يعرض صاحبة للمزيد من المتاعب والالام والسخرية واليأس ومن هنا كانت ضرورة مساعدة هؤلاء لتخفيف ما يكابدون من مخاوف واضطرابات كما ان هناك الكثير من الاشخاص قاموا بتعريف اللجلجة ومنهم (Stamm ERinG

٥ – كما عرفة (عبدالعزيز الشخص /١٩٩٢ ) انه احد اضطرابات النطق والكلام تتضمن توقفا لا إراديا وتكرار غير عادي للحروف بحيث يصاحبها اهتزاز الكلام وارتعاشه وتعثره

٦ – بينما يفرق (جمعة يوسف /١٩٩٠) بين التلعثم فهو اضطراب في الكلام يتميز بوقفات تشنجية او تردد في النطق والتركيز فيها علي الوقفات التشنجية أساسا

مثال تلعثم توقف ملحوظ(الوقف التشنجي قبل نطق الكلمة ثم نطقها دفعة واحدة)

اما اللجلجة فهي اعاقة الكلام حيث يعاق تدفق الكلام بالتردد والتكرار السريع لعناصر الكلام وتشنجاته في عضلات التنفس او النطق (التركيز اساسي علي التردد والتكرار السريع لعناصر الكلام )

٧ – شيهان (sheehan) ١٩٧٦) انه سلوك يتضمن مجموعة معقدة من الاستجابات يتعلمها ويكتسبها المتكلم من خلال مواجهة مواقف وذلك في سعية لتجنب لعض المواقف الأخرى لتصحيح إدراكه لأوجه النقص في مفهومه عن ذاته

٨ – اللجلجة اضطراب في إيقاع الكلام و طلاقته وتتميز يا اما بالتوقف اللاإرادي عن الكلام أو التكرار والاطالة في الحروف والكلمات ويعاني المتلجلج مجاهد لإخراج الكلام مما يؤدي الي الاحجام عن الموقف التي يتوقع ان يتلجلج فيها.

٩ – اللجلجة هو ان يقوك بإدخال الكلام ببعضه البعض وقد دلت الكثير من البحوث العلمية علي أن الأسباب الاساسية للقلق النفسي الذي يكمن وراء اللجلجة تتلخص في افراط الابوين ومغالاتهم في رعاية وتدليل الطفل أو محاباته وايثاره علي اخواته والعكس كأن يفتقر الطفل الي عطف الابوين او العيش في جو عائلي يسوده الشقاق والصراع بين افرادها او التضارب في اساليب التربية او لسوء التوافق او الاخفاق في التحصيل المدرسي والواقع

فإن الطفل الذي يعاني من اللجلجة يستطيع التكلم بطلاقة في بعض الاحيان عندما يكون هادئ البال او ان يكون بمعزل عن الناس او مثل هذه المواقف تخلو تماما من الخوف والاضطرابات الانفعالية التي يعاني منها عندما يضطر الي الكلام في مواجهة بعض الاشخاص وخاصة الذي يتهيبهم

١٠ – اللجلجة تعني قيام الطفل بواحد من ثلاثة اشياء إما تكرار الصوت الاول من الكلمة او الوقوف عن الكلام علي لسانه وصعوبة نطقه او إطالة غير طبيعية في الكلام وهنا تنتشر الخرافات والنصائح التي ليس لها اساس

كما اوضح الدكتور أحمد عبدالمنعم في تصريحاته ( لفالصو ) ان الطفل اذا استمر باللجلجة في الكلام بعد عمر الاربع سنوات لا بد من عرضه علي طبيب امراض التخاطب لمعرفة سبب المشكلة وتقديم الطريقة الصحيحة لتدريب الاطفال علي النطق بشكل جيد

العنصر الثاني : مظاهر اللجلجة

هناك عدة اعراض مميزة لظاهرة اللجلجة ولها مظاهر اساسية ومنها ثانوية ( انفعالية  – نفسية – عضوية ) حيث يبدو الفرد وكأن الاصوات التصقت بفمه لا يستطيع التعبير عنها واخراجها وقد يصاحب حديثة صعوبة في اخراج الكلمات متمثلة في إيماءات اليد وتشنج لعضلات الوجه وما حول العين

  • أولا: المظاهر الأساسية

١ – الميل الي التكرار reptitions تكرار المقاطع والكلمات والحروف

٢ – الاطالة في الاصوات خاصة الحروف الساكنة وهذا العرض اهم ما يميز كلام المتلجلج

٣ – الاعاقات (الوقفات) blockaged وهو يبدو فيه المتلجلج غير قادر علي انتاج الصوت واطلاقة بالرغم من المجاهدة الكبيرة واوضح ما يكون ذلك في بداية الكلمات والمقاطع والاضطرابات الحركية

ومن الممكن ان يكون انحباس في مجري الزفير في بعض اماكن الجهاز الصوتي تؤدي لإعاقة الحركة الالية للكلام وخاصة في الكلمات المشردة

  • ثانيا : المظاهر الثانوية

١ –  حركات غير منتظمة في الرأس

٢-  رموش العين حركات الفم المبالغ فيها

٣-  اصوات معوقة

٤-  ارتفاع حدة الصوت او خروجه بطريقة شاذة غير منتظمة

٥ – الارتعاش حول الشفاه

٦ – حركة فجائية لاإرادية لليدين أو الرجلين. و اجزاء الجسم الأخرى

٧ – اختناقات تنفسية

٨-  احمرار الوجه والعنق

٩-  عدم الثقة النفس

١٠ –  القلق والاكتئاب

١١- تحرك سريع للسان داخل وخارج الفم

١٢-  التوتر العصبي

  • ثالثا : السلوك الإحجامي

ويعكس هذا السلوك رغبة المتلجلج في تجنب ما ينتج عن اللجلجة من نتائج غير سارة ويأخذ أشكالا مختلفة مثل مثير معين كحروف معينة او كلمات بعينها وكذلك تجنب المواقف التي ترتبط بها اللجلجة

  • رابعا : اضطرابات التنفس

مثل استنشاق الهواء بصورة مفاجأة وقد يخرج المتلجلج كل هواء الزفير تقريبا ويحاول استخدام الكمية القليلة  الباقية منه في الحديث

  • خامسا : ردود الافعال الانفعالية

 وهذه ليست ملحوظة للمستمع العادي ولكنها اكثر إيلاما للمتلجلج كالقلق والخوف والعدوانية والاحباط والشعور بعدم القيمة وعدم الكفاءة والعجز والخجل واليأس

وقد تزداد حدة هذه الاعراض بدرجة تجعل المتلجلج يحاول الانتحار او الرغبة الشديدة في العلاج بشتي الطرق ويلاحظ ان المتلجلج غير مرتاح في اسلوب كلامه مقارنة بأقرانه الذين لديهم صعوبات طلاقة عادية حيث يبدون في حالة ارتياح

وبهذا فإن تطور اللجلجة يمر بمراحل متنوعة من التكرار البسيط للأصوات والكلمات والإطالات والاعاقة إلي التجنب والاضطرابات الانفعالية والانفصال النفسي الاجتماعي

وليس بالضرورة ان نجد في هذه الاعراض عن كل متلجلج كما انها ليست بنفس الترتيب ولكن يختلف المتلجلجون من حيث حوزتهم لهذه الاغراض عند كل متلجلج كما انها ليست بنفس الترتيب ولكن يختلف المتلجلجون من حيث هذه الاغراض وكذلك في نمط السلوك والمشاعر في وقت لآخر وموقف لأخر مع تقدم المتلجلج في العمر واستمراره مما يجعل ملاحظتها وقياسها أمر صعب

العنصر الثالث : انتشار اللجلجة

تعتبر اضطرابات من اهم وسائط الاتصال بين الافراد وانه بقدر ما يكون هذا الوسيط متسما بالسوء والطلاقة بعد ما يكون هذا دالا علي تكامل شخصية الفرح وتبلغ النسبة الحقيقية للجلجة ١٠٪من المجموع العام للسكان وفقآ لإحصائيات تمت في المجتمع والاحتمالية الكبيرة لظهورها فيها بين الثانية والسابعة من العمر

بينما يؤكد frymark.vendiktor 8wang ,2010 ان بحوث اللجلجة تقترح ان هناك نسبة كبيرة تحت سن الثلاث سنوات تعاني من اللجلجة وقد أجريت احصائيات في امريكا وبلجيكا وانجلترا والهند لقياس انتشار اللجلجة عند تلاميذ المدارس فوجد ان بنسبة ١٪من امريكا وانجلترا و٢٪ في بلجيكا وبالنسبة و بالنسبة للهند فلم يوجد حالات لجلجة

ويميل الاولاد لان يتلجلجون اكثر من البنات وتعتبر اللجلجة مشكلة كبيرة جدا للشباب (الذكور ) ولوحظ ايضا في الدراسات الاجنبية ان اللجلجة عند البنين اكبر منها عند البنات فكانت في المتوسط ١-٦ حالة واحدة من البنات مقابل ٦حالات من البنين وتوصلت دراسات عبدالعزيز الشخص الي ان نسبة انتشار اللجلجة ٦٩٪ من افراد العينة وكانت العينة من السعودية وتشير دراسات مصطفي فهمي إلي تقارب هذه النسبة لدي العينة المصرية.

ولم يعد الاهتمام باللجلجة منصبا فقط علي الاعراض كتعبير عن الاضطراب الاساسي ولكن تحول الاهتمام ايضا إلي الشخصية لكل مما قد يؤدي بالطفل او المراهق الي العجز عن التعبير عن نفسة بسهولة ويسر كلما يصعب عليه التفاعل مع البيئة المحيطة تفاعلا إيجابيا فاللجلجة ليست اعاقة في الكلام بل اعاقة الحياة كلها وقد تظهر حالات اللجلجة بكثرة في الخامسة وهي الفترة التي تنمو فيها اللغة بسرعة السادسة وهي السن التي يلتحق فيها الطفل بالمدرسة ويتعرض فيها بالتالي الي الانفصال عن الاسرة وأيضا في هذه المرحلة بالتحديد

تشير (نوال عطية ) انه تتبلور القدرات اللغوية وتظهر واضحة جلية في هذا العمر الزمني من ثم يمكن التعبير عنها بصورة لفظية متنوعة  كما في المراهقة تبلغ اللجلجة مداها عند اكتساب مرحلة المراهقة وما بها من تقليد انفعالي وتذبذب في العلاقات الاجتماعية الي جانب الحساسية للنقد ما يسبب توتر لدي المراهق مما يجعله معرض للجلجة wikipedia (2005) stuttering

العنصر الرابع : أسباب انتشار اللجلجة

لا نعرف علي وجه التحديد الاسباب المباشرة أو الرئيسة لإعاقة او اضطراب اللجلجة ومع ذلك يعتقد بعض الباحثين بوجود سبب بدني (جسمي ) خاص بتكوين اجهزة وعضلات انتاج الكلام كما يشير البعض الي اضطراب او اعاقة اللجلجة ربما ترتبط بشكل مباشر بوجود خلل تكويني في الجهاز العصبي

واحدي الفرضيات التي حاولت تفسير حدوث اللجلجة كانت تري ان اللجلجة اضطراب عصبي المنشأ وهذا النوع من اللجلجة يحدث للكبار بعد المرور بمرض أو صدمة وللجلجة جوانب سلبية حيث لا تسمح للطفل ان يتواصل مع الاخرين بطلاقة وعندما يعاني الفرد من مشكلة اللجلجة نجد أنه يعاني من مصاحبات ثانوية لهذه المشكلة أيضا يطلق عليها المصاحبات والخصائص الثانوية مثل تكرار حركة رمش العين الطرق بقبضة اليد إحداث ضوضاء وغير ذلك من المظاهر

وقد قال فان رايير ذات مرة إن اكثر جوانب هذه الاعاقة وتزداد الخصائص الثانوية ظهورا لان الفرح يكافح من اجل قول شيء ما كما قد يرمش الفرد بعيونه حتي تخرج الكلمات ثم يربطون بين رمش حركة العنين وخروج الكلام كما انهم قد يضيفون حرك الرأس الي حركة العيون أو النقر لعمل ضوضاء كل هذه الافعال تجعل هذا الاضطراب أسوء بكثير عندما تجتمع

ويمكن القول ان هناك العديد من العلماء يرون ان هناك عوامل كثيرة للجلجة منها

  • ١ – العوامل الوراثية

حيث تشير التقارير الي ان حوالي من ٦٠٪من المتلجلجين ينتجون من عائلات بها افراد متلجلجين والا ان ذلك لم يثبت بدراسات الوراثية الحديثة نفسها والتي اكدت عدم وجود جين معين مسئول عن حدوث اللجلجة وكون اللجلجة وحدث بين التوأم المتمثلة وغير المتمثلة فإن هذا لا يعني الاصل الموروث ولكن يغلب ان الجينات الوراثية كان لها صفة التشابه في الاستعداد للتعرض للمؤثرات البيئية والنفسية

فقد وجد ان بعض الدراسات الاضطراب بين الافراد اخريين داخل الاسرة المريض ولعدة اجيال ووجد ان نسبة تقدر بحوالي ٢٥٪من الذين لديهم تهتهة يرجع الاضطراب لديهم الي عوامل وراثية قبل الولادة وبعدها علي شكل استعدادات للإصابة

وعلي الرغم من ان الوراثة لا تتضح في التهتهة نموذجا واحدا فقد اشار بعض الباحثين الي ان العوامل الوراثية في مجال اضطراب الكلام ممكن ان يرجع الي البيئة الجسمية عانة وضعف وراثي في جهاز التنفسي والكلام والجهاز العصبي مما يجعل الفرد تربة خصبة للاضطرابات الكلام والتهتهة

  • ٢ – اسباب عضوية

ان اسباب التهتهة العضوية تعود الي الاختلاف تقاسيم الجهاز العصبي المركزي وخاصة نصف المخ وارتباك في توزيع الكلام بين نصفي المخ

ويري البعض انه من الأسباب العضوية الكامنة وراء اصابة الطفل بالتهتهة واصابة الطفل بمرض عضوي كالتنفس من الفم مثلا او ضخامة اللسان مما تجعله غير قادر علي النطق مثل الرئتين والحنجرة والاوتار الصوتية او الفم او مركز الكلام في المخ كذلك ما يصيب حاسة السمع من ضرر

العنصر الخامس : النظريات النيروفسيولوجية

التهتهة وفق هذه النظرية تنشأ عن مرض عصبي عضلي حيث لوحظ ان المتهتهين يكون لديهم التوصيل العصبي في احد الجانبين أبطأ من التوصيل في الجانب الاخر وبذلك لا تستخدم عضلات النطق كلها لكفاءة واحدة او في تناسق

فضلا علي ذلك هناك وجهة نظر اخري تري ان محور التهتهة يمكن في خلل يصيب الاداء الوظيفي للحنجرة في المواقف التي تسبب التوتر وتقرر هذه النظرية ان الثنايا الصوتية تظل مفتوحة ومن ثم تعوق اصدار الصوتية المفتوحة فان يقوم بالضغط علي هذه الثنايا بواسطة الشفتين أو اللسان أو الفك أو اجزاء اخري من الجسم ثم تصبح هذه الاستجابات الشاذة جزء من السلوك الذي نطلق عليه التهتهة في الكلام

– وهناك ايضا اسباب سلوكية متعلمة

ما يطرأ علي حياة الطفل من مواقف جديدة تأتي بشكل مفاجئ او ازدياد الاعباء بشكل مطرد ويقصد بالأحداث هنا المفاجأة غير السارة علي الاغلب وفيما يلي بعص الامثلة علي هذه الاحداث

– موت احد افراد العائلة وخاصة احد الوالدين

– انتقال عائلة الطفل الي منزل جديد وبالتالي بيئة سكنية ومدرسة جديدة وجيران وزملاء فصل جدد

– انفصال الوالدين

– دخول الطفل واحد افراد العائلة الي المستشفى

–  فقدان الاب وظيفة مما يزعزع امن البيت والمزاج العام فيه

– قدوم مولود جديد ينافس الطفل في اهتمامات الاسرة

– غياب الوالدين او احداهما عن البيت لفترة طويلة

ان الاحداث السابقة وما شابهها تؤدي الي الإخلال بأمن الطفل واستقراره وعندها قد تظهر التهتهة فجأة وذلك نتيجة للشدة او الضغط الانفعالي بسبب فقدان الحب والحنان كما ان تعرض الطفل الي اعتراضات من قبل الوالدين از الكبار تجاه حرية التعبير عن مشاعرة وأفكاره فتسبب عدم طلاقة

ويفترض السلوكين ان حالة التهتهة هي استجابات متعلمة لحالات الخلل في طلاقة اللسان المعيارية بمرحلة الطفولة المبكرة ومن عوامل التعلم الغير بناء في هذا المجال :

  • أ – التقليد

فالتهتهة قد تكون سلوك مكتسب عن طريق محاكاة وتقليد الاخرين فهي نتيجة لوجود افراد مهمين في الحياة المبكرة للطفل يتسموا بعدم الطلاقة في الحديث وعند تشتت علاقة هؤلاء الافراد بالطفل يحاول تقليدهم شعوريا او حتي تقمصهم لا شعوريا ومع بعض الخوف والقلق يتحول هذا القلق الي عيب في هؤلاء الاطفال

  • ب – التشريط الادائي لعدم الطلاقة الطليعية.

حيث يعزز الاباء من عدم طلاقة الابناء أثناء مراحل النمو المختلفة سواء كان بشكل  ايجابي (السرور والضحك ) او سلبي بالرفض والسخرية والمحاولات التصحيحية لعيوب النطق

  • ج – التشريط الكلاسيكي لعدم الطلاقة

فتكتسب التهتهة عندما يتم الاقتران بين مواقف الكلام ومواقف الضرب والقسوة والحرمان (تعزيز سلبي )مما يؤدي بالطفل الي تجنب النطق او الب التهتهة عن المواجهة كشكل من اشكال التوافق الانسحابي خشية العقاب وبذلك يعزز عدم تكرار الطلاقة مرة اخري ومن ثم يعمم ذلك علي كافة المواقف المتشابهة حتي تصبح مظاهر اللجلجة مزمنة لدي الفرد

  • د – انعدام التغذية الراجعية

ان اكتساب الكلام عملية تعتمد علي تغذية رجعية مناسبة ومن ثم يفترض وقوع التهتهة او غيرها من امراض الكلام الأخرى يكون بسبب تعطل في درجة التغذية الرجعية التي ينالها الطفل ومن ناحية اخري يري البعض ان التهتهة ترجع الي الالحاح في التصحيح الزائد من قبل الوالدين لنطق الطفل وعقابه علي النطق غير الصحيح مما يولد لديه القلق والخوف ومن ممارسة الكلام فيؤدي الي التهتهة اذا ما اضطرب للتواصل الكلامي مع الاخرين

كما ان هناك بعض من الاسباب النفسية للجلجة

هناك نظرية التوقع المسبق والتي تنص علي ان التوتر المتواصل غالبا ما يؤدي الي ما يعرف بالقلق التوقعي حيث يخاف الاطفال مما سوف يحدث عندما يتكلمون فيتوترون ويتهتهون فتصدق مخاوفهم وتصبح اقوي وقد يكون القلق التوقعي ناتجا علي الرغبة في الكلام بشكل سريع إذا ان خوف الطفل من ان يبدو بطيئا او بليدا بالمقارنة بزملائه وخوفه من انتقادات الاخرين بانه لن يتكلم بشكل جيد وهذا يسبب التهتهة في الكلام ويعتبر الكثير من الباحثين الذين تناولوا عيوب الكلام والنطق

وهناك دراسة توضح ان التهتهة من العيوب الكلامية التي تنشأ من حالات عارضة او مزمنة تجعل حديث المصاب بها غير واضح لأنه لا يؤدي علي النحو المألوف فيتوقف السامع عن فهمة او يجد صعوبة في ادراك المراد منه

ان معظم حالات التهتهة لها منبع او مصدر نفسي إنها غرض من اغراض سوء التوافق الاجتماعي وينشأ من حالة الخوف او من فرط إدراك الذات او اليقظة الذاتية او اللوم الذاتي او الشعور بالنقص والشعور بالتهديد او من الاسراف في الاشراف الوالدي كما ان التهتهة ضمن المصدر النفسي الناتجة عن خلل مراحل النمو الانفعالي او اللغوي او كليهما

التفرقة في المعاملة بين الابناء او التحيز للطفل الاصغر تؤدي الي استعمال يده اليمني قد يؤدي به الي التهتهة كذلك فان مواقف الشدة والتوتر تزيد من حدوث التهتهة لدي الطفل.

ويرجع البعض سبب التهتهة في الاغلب الي القلق او الخوف المكبوت وان العامل سبب التهتهة في اغلب الظن الي القلق او الخوف المكبوت وان العامل النفسي الاساسي في التهتهة هو التوتر النفسي المصاحب للقلق او الخوف او فقدان الشعور بالأمن او الشعور بالنقص وهذا الخوف او القلق ينشأ واما بالتأثير فنجد الوالدين احداهما او كليهما علي درجة من القلق وقد ينشأ مما ويحدث للطفل من تخويف او المعاملة غير الحكيمة ويترتب علي حالة القلق النفسي اما خجل وانزواء وعزلة او جرأة ونقد

ويعتبر الشجار العنيف المستمر في الاسرة مصدر قلق شديد لكثير من الاطفال مما يؤدي الي التوتر داخل الاسرة وبالتالي يصاب الطفل باللجلجة.

العنصر السادس : تشخيص اللجلجة

يعتمد تشخيص اضطراب اللجلجة علي الاجراءات التالية

  • ١ – دراسة تاريخ الحالة

-عمر المتدرب

-طبيعة التأتأة

-الظروف الاسرية والنفسية المعالجة

– اقتناع الطفل بوجود مشكلة لدية والرغبة بحلها

  • ٢ – الفحص الكلينيكي

زيارة طبيب مختص لمعرفة مدي سلامة الجهاز العصبي وذلك لاستبعاد اعراض اللجلجة والتدريب يكون ناجحا بنسبة جيدة مع الالتزام بما يطلبه المختص والاستمرار لحين نهاية البرنامج

  • ٣ – استخدام اختبارات اللغة

استخدام قوائم الملاحظة الخاصة باضطراب  التواصل وذلك لتحديد مظاهر اللجلجة لدي الحالة سوء كانت اطالة او تكرار او وقفات كلامية كما يمكن في ذلك الاعتماد على تسجيل عينات من كلام سواء كان هذا بشكل مسجل او مكتوب

  • ٤ – يمكن استخدام اختبارات ومقاييس نفسية أخري

كقياس القلق والاحباط وغيرها للعمل علي العوامل النفسية التي سببت اللجلجة

العنصر السابع : أساليب التعامل مع اللجلجة

  • أولا : مداخل العلاج النفسي المختصر

١ – طريقة اللعب

حيث ادت هذه الطريقة الي كشف اضطرابات الاطفال وتفهم اسبابها وخاصة صغار السن كما ان اللعب هدف تشخيصي إذ يمكن من خلال الوصول الي المعلومات والرغبات المكبوتة والاضطرابات واللعب أيضا هدف علاجي حيث ان الطفل اثناء اللعب يكشف عن تصرفاته ورغباته  المكبوتة وميل اثناء اللعب يكشف عن صراعات ورغباته المكبوتة وميل أثناء اللعب للتنفيس عنها  من خلال اللعب والصراخ والعدوان وتصير مهمة اللعب هنا تطهيرية علاجية

٢ – طريقة التحليل بالصور

حيث ينسي الطفل نفسة ويعبر عن اتجاهاته وانفعالاته وعلاقاته مع والدية ويتكلم دون اضطراب او لجلجة

٣ – طريقة الاختبارات الشخصية

حيث يستخدم المعالج هذه الاختبارات للكشف عن شخصية المصاب ومنها اختبارات موضوعية اخري

٤ – فحص مشكلات المصاب باللجلجة مع والديه

حيث ان اضطرابات المتلجلج تظهر في البيت وتتصل بالطريقة التي يعاملها فيها ابوه وتهتم هذه الطريقة بإرشاد الوالدين الي افضل السبل والطرق في التربية ومعاملة الابناء

٥ – طريقة الايحاء والاقناع

وهي تتبع المعالجة مخاوف الطفل الناجمة عن عيوب الكلام وعن الاحباط الشديد وتهدف الي بناء شخصية المصاب والايحاء له بأن حالته في تحسن وان الاضطراب لن يستمر طويلا

٦ – الاسترخاء

حيث ان اللجلجة عرض جسمي لاضطراب نفسي وهنا يتدرب المريض علي ارخاء عضلاته وتخفيف النشاط الذهني والنفسي والانفعالي وان يكون المهم هنا هو الوصول الي الاسباب الحقيقية لمعالجة الاضطرابات وتحقيق الاستقرار النفسي والعقلي إلا ان هذه الطريقة تعتبر عاملا مساعدا علي تحقيق هذا الهدف

  • ثانيا : مداخل عن طريق العلاج الكلامي

١ – تمارين الكلام الايقاعي

وهنا تتبع بعض الوسائل الايقاعية مثل القراءة الجماعية الجهرية  . كما ان استخدام آلة المتر ونوم التي تساعد علي نطق كل مقطع مع كل ايقاع حيث تستخدم هذه الالة في تجزئة المقاطع وفقا لزمن محدد وهي تشبه سماعة الاذن والذي يمكن ضبط دقاته علي المصاب ان ينطق كلمة واحدة مع كل دقة في البداية نضبطه علي عدد قليل من الدقات في الدقيقة ثم نبدأ بزيادة الدقات حتي تصل لمستوي الكلام العادي ومن الكلام امام الناس بالدخول في مجموعات بشرية تتسع كلما حصل التحسن التدريجي

٢ – تظليل الكلام

وسيلة التظليل تساعد علي علاج حالات اللجلجة واثناء الجلسة يقرأ المتلجلج بصوت مرتفع القطعة نفسها التي يقرأها المعالج معه في نفس الوقت بفارق جزء من الثانية

٣ – طريقة العلاج الظلي

ويكون هذا العلاج بالوقوف امام المرأة ويتحدث المصاب مع نفسه وممارسة الكلام المضطرب  والذي يدفع المصاب الي ملاحظة عيوبه والسعي لتصليحها والرغبة في التخلص منها

٤ – التغذية الراجعة المرتدة السمعية

تعمل علي تسهيل وتنظيم دور الكلام واعادة الدورة لوحدات الكلام في دائرة التغذية المرتدة السمعية وان تأخير التغذية المرتدة يعمل علي تكرار وحدات الكلام كما تؤدي الي اضطراب الكلام بصورة مختلفة

لا بد ان تأزر العلاج النفسي مع العلاج الكلامي للوصول الي افضل النتائج بغية بث روح الاستقرار والهدوء في نفس المصاب وعلي المعالج ان يكشف علي الحالة ويحدد نوع الاصابات وشدتها وطرق علاجها بتبصر وحكمة دقيقة للوصول الي الاهداف المنشودة

ملخص البحث

اللجلجة وتلعثم الاطفال في الكلام من الأمراض الشائعة التي تثير قلق الاباء والامهات فهم يرغبون ان يكون طفلهم طبيعيا ويتحدث دون تأتأة وخاصة إذا وصل الي سن الاربع سنوات ولايزال يتلعثم ولا يتكلم بشكل صحيح

ولم يعد الاهتمام باللجلجة منصبا فقط علي الاعراض كتعبير عن الاضطراب الاساسي ولكن تحول الاهتمام ايضا الي الشخصية ككل مما قد يؤدي بالطفل او المراهق الي العجز عن التعبير عن نفسة بسهولة ويسر

معظم حالات اللجلجة لها منبع أو مصدر نفسي إنها غرض من اغراض سوء التوافق الاجتماعي وينشأ من حالة الخوف او من فرط إدراك الذات او اليقظة الذاتية او اللوم الذاتي او الشعور بالنقص والشعور بالتهديد او من الاسراف في الاشراف الوالدي كما ان اللجلجة ضمن المصدر النفسي الناتجة عن خلل مراحل النمو الانفعالي او اللغوي او كليهما

النتائج والتوصيات

١ – القسوة الشديدة والاساليب السلبية تثير الألم النفسي إذا ما استخدمت كثيرا وتجعل الطفل يعاني من عدم القدرة علي التعبير عن نفسه بوضوح وتقلل من قدراته اللغوية

٢ – وصف الابناء لأبنائهم أنهم يجدون صعوبة في الكلام وكأنهم يشخصون الحالة ويحدث ان يتدخل الابن هذا التشخيص ويتصرف علي ان هذا الوصف من صفاته الاساسية والدائمة مما يعمل علي تثبيته

٣ – الطموح الزائد لدي الاباء فيما يتعلق بأداء أبنائهم وسلوكهم والتوقع الذي لا يتناسب مع إمكانياتهم مما يجعل الابناء يقعون تحت ضغط نفسي شديد يكون مناسبا لظهور مشكلات

٤ – الالتزام بالوقت الكافي للتدريب فالتلعثم يشبه الحمية الغذائية فلا يمكن اتباعها فترة ثم التوقف عنها فترة ثم الرجوع لأنها طريقة حياة وليست فترة مؤقتة

٥ – اجعل من كلامك نموذج جيد فالإسراع في الكلام اثناء التحدث مع الطفل المصاب باللجلجة لا تستطيع تجنب هذه المشكلة ولاكن نساعد في تطورها اكثر يجب اعطاء الطفل القدرة علي فهم الكلام الموجه اليه ليستطيع ان يتجاوب مع الكلام والرد الصحيح

٦ – تجنب التعبير عن عدم استحسانك لكلامه كقولك له علي سبيل المثال ( توقف عن التأتأة ) كما يجب ألا تمدحه علي كلامة الغير صحيح

٧ – الجلوس مع الطفل والتحدث معه لجعل الامر شيقا وتجنبي  ان تتطلبي منه اتقان الكلام

٨ – اعطاء الطفل الوقت الكافي للانتهاء مما يقوله وعدم إكمال الجملة له ولا تسمحي للأخوة بمقاطعته

٩ – محاولة التعرف اذا كان الطفل يعاني من تلعثم الكلام لاستشارة طبيب للتعامل مع المشكلة بالشكل المناسب لأنه كلما استكشف المشكلة في وقت ابكر كان نجاح العلاج اسرع

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة