اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

درج الرحيل بقلم محمد خطاب

               

اليوم استيقظت علي صراع شرس يتصاعد داخلي ، صراع دامي حيث قررت الروح فجأة أن تهجر جسدي البالي ، بحجة أن ارتفاع الضغط يقلق راحتها ، عدم خروجي – إلي الأماكن العامة و الحدائق و المتنزهات بحجة العزوف عن متاع الدنيا – أورثها الحزن في حين أن أرواح أخري في أجساد سليمة تعيش في نعيم و سعادة . حاولت إقناع روحي بالبقاء  لأيام أخري ؛رفضت ، وقررت الارتقاء في عالم الروح وسط أرواح من سبقوها من أيام سيدنا آدم و حتى اليوم . تمسك الجسد بالروح ورفض أن تتركه يواجه مصيرا موحشا تحت التراب ، صراع دامي فقرار الرحيل ليس سهلا بعد عشرات السنين بدءا من نطفة تتشكل كائن حي  يتغذي من مشيمة أمه إلي رضيع  يشب إنسانا  يواجه الحياة بقسوتها و آلامها، و أفراحها ، أحزانها و صراعات لا حصر لها ، و انكسارات أدمت الجسد و الروح معا ،  حتى نمت في ظل روحي وزوجتي أربعة زهور تفرقت فيهم روحي وروحها معا ، و اليوم حين أبدأ الحصاد تقرر روحي الرحيل .

 مميت الفراق و قاتل .. الرحيل سنة الحياة التي نؤمن بها  ، ولا ننصاع إليها بإرادتنا ، بدأت الروح الخروج من أطراف جسدي وكلما فارقت جزءا تجمدت الدماء في العروق و بدأ التلف ، ناور الجسد الخروج المقيت بطلب ظن أن الروح لن ترفضه ؛ شربة ماء ! توقفت الروح و تناولت شربة ماء فانزلقت الروح من الجسد أثناء انشغاله بالشرب ، توقفت الحياة في الجسد البالي .. سقط أرضا خائبا ، و الروح تحررت و لكنها رفضت أن تفارقه وودت لو عادت و ظلت تحرسه إلي أن تحلل ، وهنا بدأت حياة جديدة وسط عالم دون صراعات أو أحقاد تتمتع بحريتها المنتزعة .

إظهار المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة