مختار جلال : تعليم زمان .. وتعليم دلوقتي

حشو مناهج

بقلم / مختار جلال

موضوع الدروس الخصوصية ، السبب فيه سياسات وزارة التعليم لفترات طويلة ، عندما إستبدلت الإهتمام بالكيف الذي كان معمول به في تعليم زمان وكان يعطي نتائج طيبة ، حيث كانت المقررات والمناهج بكمية قليلة والموضوعات منظمة ومرتبة ومتسلسلة ، مما يساعد الطالب وكذلك ولي الأمر على متابعة المذاكرة لأولاده دون الحاجة لدروس خصوصية ، وكذلك إنتظام الطلاب في مدارسهم وإستماعهم لشرح المدرس

كل ده كان يوفر على المجتمع أشياء كثيرة ، ويطمئن المجتمع على تربية أولاده من خلال المدرسة ، وكانت الإمور ميسرة ومترابطة بين المدرسة والبيت والطالب والمعلم ، ولهذا كان الإحترام لجميع عناصر العملية التعليمية متوفرة 

ولكن بدعوى التطوير ، ركنا الإهتمام بالكيف وإنتقلنا لمرحلة جديدة وهي الإهتمام بالكم ، بطرح مقررات ومناهج بموضوعات عديدة تدرس في فترات زمنية أقل ، في ظل متغيرات مجتمعية أهمل وتغافل المطور عنها ، ومن أهمها زيادة كثافة الفصول والفروق الفردية وقصر الفترات الزمنية

كل تلك المعوقات فتحت أبواب الدروس الخصوصية في جميع مراحل التعليم للتعويض ، وولي الأمر مضطر لذلك ، لعدم قدرته على المذاكرة والمتابعة المجدية لأولاده ، ولايريد في نهاية العام رسوب أولاده وكذلك فتحت المجال للتسرب من التعليم والهروب للأعمال الحرفية رغم خضوعهم للتعليم الإلزامي

نفسنا بجد نحل المشكلة من كل جوانبها ، ولا نخجل من نقد أنفسنا للوصول لمستقبل أكثر إشراقاً ، يوم لاتغلق فيه أبواب المدارس خوفاً من هروب الطالب من المدرسة ، يوماً نجد فيه الطالب هو من يدير الحصة مع أقرانه والمدرس يبقى مرشداً وموجهاً لهم ، وله المرجعية المصححة للمفاهيم ، طالب نشط يجلب المعلومة من النت ويثري الموضوعات بأفكار وتجارب

وهكذا يكون العلم ، له طعم وليس حفظ وتلقين وإستظهار ، وبالأخير تفريغ الحفظ بكراسة الإجابة وخلاص يتبخر كل شيء من مخ الطالب ، ويبقى التعليم بلا هوية ، والمنتج التعليمي سيء .

Exit mobile version