السعادة ضالة كل البشر ، المبدع الراحل يحي حقي ، بدأ رائعته ” كن كان ” بجملة ” ما معنى هذه الحياة ؟ ثم أخذنا إلى حسين فرغلي الذي انطلق إلى الطريق تبدو له حياته سلسلة من الأخطاء ، لكونه لم يتزوج ممن أحب من النساء وتزوج من ابنة عمه ، ليجدها شأن جل المصريات اللاتي ينقلبن من فتايات ممشوقات إلى بدينات خشنات اليدين .. حتى أن أحد الخبثاء سئل عن الفرق بين المرأة المصرية والمرأة اللبنانية فأجاب في خبث : أربعين إلى ستين كيلو جرام !! وحسين يمقت مهنة معلم ابتدائي ؛ فهو يبني الأساس ولا يتعداه ثم يستمتع به آخرون ، فهو يتعهد الفرخ ويغذيه حتى إذا نما ريشه طار وأفلت من يده ، هكذا رأى حياته جحيم بين امراة تزوجها ولا يحبها ، وعمل يمقته ولم يتمناه يومًا ، بينما كان يرجو أن يتزوج حبيبته ، ويمتهن المحاماه التي تعني بالنسبة له مهنة إحياء الموتي !! فعندما تخرج إنسانًا من مستقبل السجن إلى عالم الحياة فأنت قد أعدت له الحياة ، وبينما هو في خياله بدأ يفكر في مقومات السعادة لدى البشر ، بين الغنى والقوة والسلطة والشهوات ، فوجد أن المقومات دائمًا لا تكتمل فربما مع كثرة العيال كان الفقر ، أو مع الغنى كان المرض . وبينما الرجل على حالته خيل إليه أن رجلًا دميم الوجه والخلقة ، نتن الرائحة أقل ما يوصف به أنه شيطان يعرض عليه أن يعيده القهقري عشر سنوات مقابل أن يخصم من باقي عمره عشرين سنة ، فيتزوج من حبيبته ، ويعمل بالمهنة التي تمناها ! فوافق على الفور وتصبح حياته مع زوجته استنزافًا لمشاعره وماله بتدللها عليه ، وبين التدلل والاسترضاء فقد السعادة في زواجه ممن أحب ! أما في عمله وجد الظلم والباطل أطول ذراعًا من الحق ، وصار يبرئ المجرم وربما أدان المظلوم حتى نال شهرة ونجاحًا ! وذات ليلة جلس مع زوجته على سريره يلعب الكونكان ، فألقت الزوجة بورقتها وقالت كن . فرفع ورقته وقبل أن يلقيها جاءه الرجل الذي أقل ما يوصف به أنه شيطان ، فقبض روحه ليموت قبل أن يقول كان . ترى كيف نحقق السعادة ؟