الوطن

تنوع رد فعل الطلاب وأولياء الأمور على ضعف اهتمام المدارس بالتربية الفنية، بين أسر تحاول تحسين مهارات أبنائهم الفنية بشكل خاص بعيداً عن المدرسة، وأسر تكتفى بالاهتمام بالمواد الدراسية فقط. ويقول مهند مدحت، الطالب فى الصف الثانى الإعدادى بإحدى المدارس التجريبية بالإسكندرية، إن الاهتمام بالتربية الفنية فى مدرسته يختلف من عام إلى آخر بحسب المعلم أو المعلمة المسئولة عن المادة، ففى العام الماضى كان الاهتمام كبيراً بهذه المادة عندما كانت المعلمة المسئولة عنها تهتم بها، على حد قوله، وهو الأمر غير الموجود هذا العام: «السنة اللى فاتت كنا ممتازين فى الرسم ودرجاتنا كانت كويسة، لكن السنة دى جات لنا مدرسة مش مهتمة بالمادة عشان كده وقعنا فيها».

ويرى «مهند» أن مادة الرسم من المواد التى يجب إلغاء الامتحان بها، مرجعاً ذلك إلى كونها مادة «موهبة» قد تكون عند البعض وغير موجودة عند البعض الآخر، لكنه فى الوقت نفسه يرى ضرورة الاهتمام بتدريسها لتطوير مهارات الطلبة، ورغم أنه من غير الموهوبين فى الرسم إلا أنه يرغب فى تعلمها، وهو ما لا يجده من معلمته داخل الفصل: «الرسم السنة اللى فاتت كان حصتين، السنة دى بقى حصة واحدة، وكمان المدرسة بتدخل ترسم على البورد أى حاجة وتقول لنا انقلوها، وإحنا ننقلها ونطلع، وحتى اللى بيرسم رسمة فى البيت وييجى يوريها لها تقول له برافو وخلاص، وأغلب الوقت فى الحصة بنقعد ناكل كأنها حصة فاضية».

“التراث النوبي والمناظر الطبيعية” في معرض كلية التربية الفنية بالمنيا
وكان الأمر مختلفاً بالنسبة للطالبة فيروز محمد، صاحبة الـ13 عاماً، فرغم أنها فى نفس الصف الدراسى إلا أن مدرستها التابعة لإحدى الإدارات التعليمية بالقاهرة، كانت تولى مادة التربية الفنية اهتماماً ملحوظاً، وأرجعت «فيروز» جزءاً كبيراً منه إلى معلمتها التى لا تترك وسيلة إلا وتلجأ إليها من أجل صقل مهارات الطلاب: «فى المدرسة عندى فيه اهتمام كبير بالفن، والميس لما بتيجى تعملنا حاجة بتجيب لنا رسمة وتبعتها لنا على الموبايل بتاعنا، وبتطلب مننا إن إحنا ننفذ زيها، وفى أوقات تانية ممكن تطلب مننا نرسم حاجة من دماغنا، زى شخصية أو حاجة زى كده». بجانب اهتمام المدرسة، تحب «فيروز» الرسم بشكل كبير، وتحاول تنمية مهاراتها من وقت إلى آخر، ليس فقط فى المدرسة التى خصصت حصتين كاملتين لهذه المادة فى الأسبوع: «بحب الرسم جداً، وبعيداً عن شغل المدرسة والحاجات اللى الميس بتطلبها مننا أنا بحب أرسم فى البيت بألوان الزيت مناظر طبيعية كتير، غير إنهم بيعملوا لنا فى المدرسة معرض كل تيرم، بيتحط فيه كل لوحاتنا».

“شيرين”: “لازم يكون فيه مدرس متخصص لفن الرسم ويشرح ويوعّى الطلاب بدل ما نلجأ للنت عشان نعلم أطفالنا”

وتقول شيرين حمدى، ربة منزل، وولى أمر لـ3 أطفال فى مراحل تعليمية مختلفة، ما بين ابتدائية وإعدادية وثانوية، إن الرسم، من وجهة نظرها مادة فى غاية الأهمية، فهى وإن كانت ترفيهية، إلا أن لها تأثيراتها الإيجابية على الحالة النفسية للأطفال: «بتخلى الطفل عنده تناسق فى حياته من خلال تحسين قدرته على تناسق الألوان بين الرسومات».

اهتمام مدارس أطفال «شيرين» الثلاثة يختلف من مدرسة إلى أخرى، فبالنسبة لطفلها فى المرحلة الابتدائية ترى الاهتمام فى مدرسته «مناسباً»، بينما كان الأمر مغايراً تماماً فى مدرستى طفليها الآخرين، عبرت عن ذلك قائلة: «من ضغط المناهج المدارس بتلغى حصة الرسم خالص ويشتغلوا حصص مواد عادية، عشان يلحقوا يخلصوا المناهج، وبالنسبة لابنى اللى فى أولى إعدادى، معندوش اهتمام خالص بحصة الرسم، بييجوا آخر السنة يدونا مذكرة فيها الأسئلة المقالية وخلاص، لكن مفيش تدريس وشرح للرسم، وأنا اللى بقوم بالدور ده فى البيت». الابن الأكبر لـ«شيرين» لديه موهبة الرسم، وينفذ رسومات لشخصيات كارتونية مختلفة، إلا أن الهواية وحدها لديه لا تكفى. ولشيرين محاولات ذاتية عديدة لتنمية مهارات أطفالها فى فن الرسم، لما تراه فيهم من اهتمام به، إلا أن محاولاتها الشخصية هذه لا تكفى، على حد قولها، وتحتاج معها إلى أمور أخرى ترى أن المدرسة يجب أن تقوم بها.

“منال”: “الاهتمام لازم يكون من الإدارات التعليمية”
وتقول منال العطار، ولى أمر طفلين فى المرحلتين الإعدادية والثانوية، إن الاهتمامات فى المدارس بالنشاطات بشكل عام ومادة التربية الفنية بشكل خاص، أصبح غير موجود، بعد أن صبت المدارس كل اهتمامها على «المواد الأساسية»، معبرة عن ذلك بقوله: «إحنا عشان نهتم بالموضوع ده، الاهتمام لازم ييجى من الإدارات التعليمية التابعة ليها كل مدرسة، وتكون حاجة إجبارية أو إلزامية ويطلبوا من المدرسين فى المدارس دى إنهم يعملوا نشاطات ويكتشفوا المواهب اللى فى الأطفال، وياخدوا الحاجات دى ويعملوا بيها مسابقات بين المدارس وبعضها، بحيث إنهم يشجعوا الطلاب، وممكن يكون فيه شهادات تقدير للطلاب أو جوايز، وكمان يكون فيه تحفيز للمدرسين نفسهم اللى بيتابعوا الطلاب وبيكتشفوا مواهبهم».

لا تجد «منال» فى مدرستى طفليها أى نوع من الاهتمام بحصة الرسم، على حد قولها، وهو الأمر الذى يزعجها لما تراه من أهمية مثل هذه الفنون فى تكوين شخصية الطفل، فقط بعض «اجتهادات فردية» من بعض المعلمين، تحدثت عنها «منال» لم تكن كافية من وجهة نظرها: «اهتمام المدرسة بمواهب الطلاب فى الرسم ممكن يخلى أسرة تكتشف إن طفلهم عنده الموهبة دى ويبدأوا ينموها، وإحنا كأولياء الأمور مضغوطين بسبب المواد الأساسية وبسبب الدروس الخصوصية والمواد اللى داخل المجموع، وفيه ناس بتشوف إنه بما إن الرسم والنشاطات وكل الكلام ده بيكون خارج المجموع فمبيهتموش بيها أصلاً، وأنا شايفة إن ولى الأمر طبعاً فى البيت ليه دور كبير فى تنمية الموهبة دى بعد المدرسة، بس بعد اهتمام المدرسة نفسها، لو فيه اهتمام فى المدرسة هيساعد على ده كتير، لأن الطفل ممكن يكون عنده الموهبة بس محدش شجعه عليها ومحدش بص لها».

“عبير”: أغلب المدارس الحكومية لا تهتم بحصة الرسم
وتقول عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، إن أغلب المدارس وعلى رأسها المدارس الحكومية لا تهتم بحصة الرسم، فى حين أن الرسم يساهم بشكل كبير فى بناء شخصية ذكية ومتميزة لدى الطالب، مشيرة إلى أن بعض المدارس الخاصة تهتم بمادة الرسم وتقيم لها المسابقات ولكنها أيضاً، حسب عبير، ليست بالشكل الذى يتمناه أولياء الأمور. وطالبت بضرورة الاهتمام بحصة الرسم فى جميع المدارس، والتنسيق مع كليات الفنون لعمل جولات فى المدارس للبحث والتنقيب عن النماذج المتميزة فى الرسم لتسليط الضوء عليهم، واستضافتهم لاستكمال تنمية مواهبهم المتميزة

لمقترح جدول امتحانات الثانوية العامة اضغط هنا

لأخبار محذوفات المناهج 2020 اضغط هنا

امتحان مارس التجريبي أولى ثانوي اضغط هنا

لصفحة نتيجة الشهادة الإعدادية اضغط هنا

لتحميل الكتب المدرسية والأسطوانات اضغط هنا

لأخبار فيروس كورونا اضغط هنا

روابط نرشحها لكم

لنتيجة الشهادة الإعدادية جميع المحافظات اضغط هنا

نتيجة أولى ثانوي اضغط هنا

نتيجة تانية ثانوي اضغط هنا

نتيجة كل الصفوف اضغط هنا

لوظائف التربية والتعليم 2020 اضغط هنا

تواصل معنا

لصفحتنا على الفيس بوك اضغط هنا

انضم لجروبنا الرسمي وتابع الأخبار اضغط هنا

لمتابعة نتائج الامتحانات اضغط هنا

للإطلاع على أخبار محافظتك اختر من الجدول