اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

التربية السليمة ..تأديب وإصلاح وليس تأنيب وعقاب

علا العلمى

بقلم: علا العلمى
خبيرة تنمية بشرية وتطوير الذات

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما كان الرفق في شيء إلا زانه .

ومن الاحتياجات الأساسية لدى الأبناء والطلاب هى الحاجة إلى التأديب و وضع الضوابط والقواعد السلوكية في الصف وداخل المدرسة إلا أننا نجد أن كثير من المعلمين يلجأون الى الضرب كوسيلة لتأديب وتعديل سلوك طلابهم مما يؤدى الى زيادة الأمر سوء لديهم وذلك لأن الطفل يرجع الى تكرار السلوك مرة اخرى  دون تغيير او تعديل .
مما يضطر المعلمين الى التفنن فى أساليب أخرى للعقاب ممكن تصل الى مرحلة الأذى النفسى والبدنى لأطفالهم ويولد لديهم الشعور بالكراهية فيما بينهم  ويجعل العلاقة بين التلميذ و المعلم علاقة خوف ويضعف شخصية التلميذ ويجعله انهزامي طاعته عمياء حتى لا يتسسب لنفسه بمزيد من العقاب و كذلك يزيد من حدة العناد والعدوانية لدى التلاميذ .
و هناك من الأطفال من تضعف شخصيته وتجعله انطوائيا , خجولا , غير قادر على التأقلم مع الحياة الاجتماعية …
فالضرب يقضي على التربية السليمة القائمة على الاقتناع و بناء الذات والشخصية الصحية السليمة لفهم الأمور والتمييز بين الصواب والخطأ والحق والباطل .
كذلك من شأن الضرب يلغي الحوار والمناقشة بين الكبار والصغار ويضيع فرص التفاهم ومعرفة دوافع سلوك الأطفال وحاجاتهم ويعطي أنموذجا سيئا للأطفال ويحرمهم من عملية الاقتداء ويحرم الطفل من حاجاته النفسية للقبول والطمأنينة والمحبة
الضرب يبعد الطفل عن تعلم المهارات الحياتية :( فهم الذات – الثقة – الطموح – النجاح …. )
لذا وجب على المعلمين والمربين ممن يتبعون ذلك النوع من التأديب أن يعلموا أن هذا العقاب يعتبر أدنى المهارات التربوية وأقلها جدوى ونجاحا لتعديل سلوط طلابهم لأنه يعالج ظاهر السلوك ويغفل أصله كما أن نتائج الضرب مؤقتة لا تدوم .
فالضرب لا يصحح الأفكار ولا يجعل السلوك مستقيما ويقوي دوافع السلوك الخارجية على حساب الدافع الداخليى الذي يعتبر الأهم نفسيا ودينيا , كذلك الضرب يدفع الطفل إلى الجرأة على المربي والتصريح بمخالفته والإصرار على الخطأ .

وللتأديب الفعال أسس يقوم عليها وهى: التنظيم  – التقليد والقدوة   – البرمجة و الإيحاء .

وحتى يكون التأديب فعال علينا بإتباع الأتى :
1-استعمل التوجيه الإيجابي المرتبط بما تريد من التلميذ لأن الفعل الإيجابي يحدث أثرا إيجابيا أكثر من الفعل السلبي …
2 – أشــبع حاجات التلميذ للمديح والقبول والمحبة و الطمأنينة لأنها أفضل وسائل التأديب .
3 – هيئ نفسك للتوقعات وكن مستعدا للتعامل مع المشاكل والسلوكيات وحاول وقاية و إحاطة التلميذ منها .

4 – كن مبتسمـا مشـجعا و ملاحظا للإيجابيات و ابتعد عن الاستياء و التذمر والنقد المستمر .
5- لا تعط تفسيرات سطحية جاهزة لسلوك التلميذ وحاول فهم دوافع السلوك والرسالة الخفية منه…
6 – كن حازما دون عنف ولطيفا من غير تساهل
7-لا تصرخ و لا تسخر من أيّ تلميذ لأنها من الأساليب المدمرة لشخصية التلميذ .
8 – لا تكن آلة لإصدار الأوامر واستعمل لغة الإقناع والحوار مع التلميذ .
9-توقع الاستجابة الفعلية والطاعة لأن الاستجابة السلوكية تحتاج لوقت وبرمجة متكررة حتى تصبح سلوك التلميذ …
10– لا تتخذ قرارات سريعة بل تمعن وكن هادئا وأنت تفكر في الحلول والبدائل المناسبة …
11– لا تمارس الأساليب نفسها مع جميع التلاميذ ؛ فلكل تلميذ طبيعته و ظروفه الخاصة به وفكر فيما بين التلاميذ من فروق فردية .
12– ضع قوانين وإجراءات للسلوك الصفي واعمل على تنفيذها …
13– تذكر أنه بإمكانك تعديل الكثير من مشكلات السلوك الصفية بالتدخل الهادئ والحوار البناء والملاحظات التذكرية لسلوك التلميذ .
14– لا تؤدب أمام مجموعة الصف لأن الآثار السلبية على شخصية التلميذ كبيرة وردود الأفعال السلبية من التلاميذ أكثر سلبية
15– لا تؤدب أبدا وأنت غاضب متوتر تدخل فقط وأنت هادئ ؛ فالتدخل العصبي غالبا ما يعقبه ندم و ردود أفعال غير صحيحة …
16– لا تؤدب بالإرغام والقسر على فعل أمور إيجابية : قراءة آية أو حديث؛ حتى لا نربطه سلبا بالأشياء المحبوبة فيتخذ منها موقفا سلبيا .

إظهار المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة