مؤتمر توطين الصناعة بالجامعات يطالب بإنشاء مجلس أعلى صناعي علمي
– رئيس اتحاد المستثمرين: هناك انفصال كامل بين العلماء والجامعات والمخترعين والمستثمرين
– رئيس قطاع طب الأسنان بالأعلى للجامعات: الأبحاث العلمية يتم وضعها في المكتبة ولا قيمة حقيقية لها طالما لا تنفذ على أرض الواقع
شهدت كلية طب الأسنان جامعة القاهرة انعقاد المؤتمر الأول لتوطين الصناعة بالجامعات المصرية، بحضور عمداء كليات وأصحاب براءات اختراع وابتكارات من أعضاء هيئة التدريس، وممثلي الجهات الصناعية وعدد من المستثمرين.
وقال الدكتور محرم هلال، رئيس اتحاد المستثمرين، إن دعوة الانعقاد للمؤتمر تأخرت لأنه هناك انفصال كامل بين العلماء والجامعات والمخترعين والمستثمرين، مضيفًا أنه في هذه الأيام الصعبة الإنسان الذي لن يصنع قوت يومه لن يعيش ولا بد من أخذ أمر مؤتمر توطين الصناعة بالجامعات بجدية.
واتهم رئيس اتحاد المستثمرين نفسه ومجلس اتحاد المستثمرين بالتقصير لعدم منح العلماء الفرصة الحقيقية والجدية من أجل تصنيع وإنتاج أفكارهم البحثية لتغطية السوق المحلي والسوق الإفريقي البكر في ظل وقت يعاني فيه المستثمرين من الدولار وهو معهم.
وأشار هلال إلى لقاء مع مهاتير محمد الذي خلق ماليزيا من العدم سئل خلاله عن السر في تحويل البلاد إلى هذا الوضع فأجاب بأنه لم يكن يملك أي شى ولكن اهتم خلال أول 3 سنوات من حكمه بالتعليم والبحث العلمي.
ووجه دعوة إلى اتحاد المستثمرين والهيئة العربية للتصنيع لتحديد لقاء عالمي على مستوى الجمهورية يضم جميع كليات الطب وليس كليات طب الأسنان فقط لعرض البراءات العلمية والأبحاث العلمية لتحويلها إلى منتجات.
وقال إن موقف مصر الاقتصادي صعب للغاية وما يحدث على الحدود في سيناء هدفه اقتصادي بالكامل لتدمير الاقتصاد المحلي وبناء قناة سويس جديدة عبر غزة، مستدركًا: “اللي مش هيصنع محليا مش هيلاقي ياكل”، لافتا إلى أن الرئيس مؤمن بالله وبشعبه وواقف مثل الأسد يدافع عن عرينه ولن تركع مصر إلا لله.
من جهته، قال رئيس قطاع كليات طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات، الدكتور طارق صلاح، إنه يعمل منذ 45 سنة في تخصص خواص المواد وإنه أنتج أبحاثًا وأشرف على أخرى في هذا المجال، لافتا إلى أن الأبحاث العلمية يتم وضعها في المكتبة ولا قيمة حقيقية لها طالما لا تنفذ على أرض الواقع.
وأضاف رئيس لجنة القطاع أن البحث العلمي الذي ليس له مردود تطبيقي من الأفضل عدم السعي له ولا بد وأن يستفيد من البحث العلمي محليا وعالميا والتطبيق على أرض الواقع.
وتابع: “المصريون ليسوا صناعا وليس لديهم خبر كافية ويفضلون التجارة عن الصناعة لقلة المخاطر وأن ذلك مربوط في الأذهان”، داعيًا إلى شراكة بين حاملي الأبحاث العلمية على الأقل مشروع أو مشروعين وممثلي الصناعات وعندما ينجح ذلك سيكون مثال مطمئن للبقية لتشجيع الإقبال على تمويل ودعم إنتاج تلك الأبحاث العلمية.
من جهته، قال الأمين العام للمؤتمر، الدكتور هشام عبدالحكم، إن المؤتمر تماشيا مع التوجه العام وحرص الدولة المصرية فى الاعتماد على العقول المصرية الشابة والجهود المبذولة فى هذا الشأن وتعزيز فكرة اكتفاء مصر ذاتيا والاعتماد على المنتج المحلى عالى الجودة فيما يخص الأجهزة والمستلزمات الطبية وتخفيض حجم الواردات بما يتماشى مع سياسة الدولة الاقتصادية وتوجه الدولة نحو توطين الصناعة المصرية للمساهمة فى بناء مصر الحديثة.
وأضاف عبدالحكم أن أبرز توصيات المؤتمر تطالب بإنشاء المجلس الأعلى الصناعي العلمي وذلك لتعزيز ربط الأفكار والأبحاث العلمية بالمستثمرين، خاصة وأن حجم المستلزمات المستوردة لقطاع طب الأسنان تقدر بحوالي 35 مليون دولار يمكن تصنيع غالبيتها في مصر ووجود أبحاث وفنيات تصنيعها.
وأكد أهمية تفعيل دور الجامعات المصرية كجهة بحثية وإنتاجية في توطين الصناعة المصرية وخلق ملتقى علمي صناعي تجارى يساعد على تبني حقيقي وواقعي للأفكار ممثل في الجامعات كجهة علمية والمصانع والمستثمرين كجهة صناعية إنتاجية والشركات كجهة تجارية تسويقية وتوفير فرص حقيقية لطرح الأفكار وتبنيها من قبل ذوي الخبرات وصناع القرار.
وقال إنه سيتم تكرار المؤتمر في نسخة ثانية وثالثة لتشجيع الباحثين لتحويل البحث العلمى إلى منتج حقيقى يخدم المجتمع، واكتشاف الفجوات الاستيرادية التي يمكن سدها من خلال دعوة ومناقشة الشركات المستوردة للاجهزة والمستلزمات الطبية الغير محلية الصنع ووضع مصر على الخريطة الدولية لصناعة مستلزمات طب الأسنان دقيقة الصنع وعالية الجودة واتخاذ خطوات نحو توفير اجهزة ومستلزمات طبية محلية الصنع فى السوق المصري بأسعار مناسبة مما يساعد على القضاء على بعض من معوقات القطاع الطبى وعلاج المرضى.