كتب / أحمد الأشقر
لو غشيت يا حبيبى هتبقى زى عمو الهلالى
السيد وزير التعليم : أنت وزير على نفسك والوزارة تدار من الباطن
غالباً أنت نجحت بالغش ولذلك انتشر الغش والتسريب فى عهدك
وسيكون مصيرك عبره لكل طالب يحاول أن ينجح بالغش
منذ الإعلان عن اسم الهلالى الشربينى الشربينى الهلالى ( أيوه اسمه كده ) وزيراً للتربية والتعليم وما صاحب ذلك من نشر بعض ما كتبه على صفحته الشخصية والذى اتسم بفداحة الأخطاء اللغوية الإملائية والنحوية ناهيك عن ضحالة الأفكار وركاكة الأسلوب
لم استبشر به خيراً وتذكرت أحد الأفلام الهندية القديمة الذى دارت أحداثه حول تشكيل حكومة من وزير تعليم جاهل ووزير صحة مريض وهكذا باقى الوزراء
وتوقعت أن شخص يكتب سطرين أو ثلاثة على صفحته فيخطئ عشرة أخطاء على الأقل هو فى الغالب شخص نجح بالغش على الأقل فى امتحانات اللغة العربية على مدار حياته
وقد أراد الله أن يمهله حتى يصبح وزيراً ثم يفضحه ( فضيحة المطاهر يوم طلوعه على المعاش ) التى لم يوضح لنا الفنان الراحل فؤاد المهندس ما كان يقصده بهذه الفضيحة
وقد تكون تلك الفضيحة أن تصبح وزيراً ثم ينتشر فى عهدك الغش وتتسرب منك الامتحانات وتتعامل معها مثل أى بائعة كتاكيت انفتح القفص وهربت منها كتاكيتها على طريقة ( حلّق يسترك)
أو مثل إسماعيل ياسين فى أحد الأفلام الذى ائتمنه عم عثمان الفطاطرى على شوال الدقيق ( المطبعة السرية للامتحانات ) فحمله على كتفه وسار به وهو مخروم وتسرب منه الدقيق طوال الطريق مثلما تسربت الامتحانات حتى وصل بالشوال فارغاً
هذا الوزير الذى التقيت به فى أحد البرامج التلفزيونية وسألته عن ميزانية التعليم فقال لى : معرفش وكان ناقص يقولى : أصل أنا جديد هنا ومش واخد بالى
وعندما سألته عن العاملين بالأجر فى المدارس قال لى برد قاطع : لا يوجد أى عاملين بالأجر فى وزارة التربية والتعليم على الرغم من أنه كان يقف على بعد خطوات منه حوالى ١٠ من العاملين بالأجر فى المدرسة التى كنا نسجل بها البرنامج وحدها
فماذا يفعل هذا الوزير فى وزارة التربية والتعليم وذلك ينطبق على من سبقه من وزراء ؟
هل هو من يخطط لمستقبل التعليم فى مصر ؟
كلهم قالوا عندنا خطط وعملوا ورش عمل ووضعوا خطط استراتيجية قصيرة المدى وبعيدة المدى ولم تنفذ ولو عاوز تعرف إيه اللى ممكن يتنفذ اسأل الدكتور طارق شوقى ولا تسأل وزير التعليم لأنه وزير على نفسه
هل هو من يعدل قانون التعليم وما يعرف بكادر المعلمين ؟
بالطبع لا وكل الوزراء أضاعوا وقتنا فى مشاريع قوانين وورش عمل وتقديم مقترحات وأوهموا بعض الزملاء أنهم سيضعون قانون لأنفسهم بأنفسهم
والحقيقة أن من يملك وضع جدول أجور جديد هو وزارة المالية ومن يملك وضع تعديلات تشريعية إدارية ووظيفية هو وزارة التخطيط والتنظيم والإدارة وكل هذه الجهات لا توجد لديها النيه أساساً لتعديل القانون الآن
ولكن الحكومة تركت وزراء التعليم والمعلمين يستهلكون الوقت بمنطق ) خليهم يتسلوا )
هل الوزير هو من يقوم بالتعيينات والترقيات والمنح والمكافآت والعلاوات ؟
قد يكون هو المسئول شكلاً عن ذلك داخل ديوان الوزارة فقط وإن كانت هناك مراكز قوى هى من تتحكم من الباطن
أما باقى العاملين بالتربية والتعليم فقد تفرق دمهم بين المحافظين والمالية والأكاديمية وغيرهم من الجهات ولاتوجد أى قواعد محددة يلتزم بها الجميع
حتى أن العاملين فى كل إدارة تعليمية يشعرون أنهم فى دول منعزلة مما يوفر بيئة خصبة للفساد
تبقى للوزير أمر واحد فقط المفترض أنه من يديره من الألف للياء وتعاونه كل مؤسسات الدولة وهو صاحب القرار الأول والأخير فيه وهو الثانوية العامة
وقد شاهدنا جميعاً كيف أبدع فى الفشل فى كل مفردات هذه العملية رغم تصريحاته الصارمة قبل بدء الامتحانات مما جعله هو ومتحدثه ومعاونيه اضحوكة أمام كل الطلاب ومصدر للسخرية على صفحات التواصل الاجتماعى
وفى النهاية يأتى الحديث عن نظام جديد للثانوية العامة وللتعليم عموماً من شخص آخر غير الوزير المسئول الذى لم ينوبه سوى التوبيخ من بعض النواب والدعوات عليه من أمهات مظاليم الثانوية العامة والسخرية والتحدى من الطلاب
وهى نهاية مهينة لوزير فى الغالب نجح بالغش وسيكون مصيره عبره لكل طالب يحاول أن ينجح بالغش
وستحذر كل أم ابنها بعد ذلك : ( لو غشيت يا حبيبى هتبقى زى عمو الهلالى )
