اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

نصار : الشعب الياباني لا يمل من العمل .. أما نحن لا نمل من الحديث والثرثرة

جابر نصار

كتب / عبدالله العزازي

عبر الأستاذ الدكتور جابر جاد نصرا رئيس جامعة القاهرة عن سعادته بزيارة اليابان فبراير الماضي و شعب اليابان العظيم الذي حقق المعجزات وأقام حضارة حديثة كان الإنسان هو محورها الأساسي .

اليابان مجموعة جزر فى عرض البحر تحيطها مياه المحيط من كل جانب وتقف الأرض على طبيعة صخرية جامدة تختبئ فيها البراكين والزلازل ، ومع ذلك شهدت اليابان أعظم تقدم بشرى عرفه العالم حتى الآن فكل شئ فيها الأفضل سواء زراعة او تجارة او صناعة او استثمار .

فاسم اليابان ومنتجاتها لا يحتاج إلى إعلان وإنما يسعى الجميع فى اى مكان فى العالم لشرائه واقتنائه.

أين السر فى هذه التجربة اليابانية الحديثة المبهرة .
أنه بكل بساطة فى الانسان .

الانسان اليابانى العظيم الذى أكد ان التنمية الناجحة هى من تقوم على الانسان وليس الموارد او الأموال والإمكانيات المادية.

يعنى ببساطة التجربة اليابانية تؤكد أن الدول تتقدم بالأفكار وليس بالأموال فثمة دول عديدة ملكت اموالا كثيرة ولم تتقدم خطوة واحدة.

وعن خواطره بتلك الزيارة قال

أولا:
الشعب اليابانى شعب يعشق العمل ويتفانى فى أداء الواجب وهو شعب يعمل كثيرا ويتكلم قليلا ، بل ان الملاحظة الأساسية فى الشوارع والفنادق هو عدم الكلام الكثير .

ولذلك يصدق عليهم وعلينا المثل من قل كلامه كثر عمله.

نحن قوم لانمل من الحديث والثرثرة فأصبح هذا حالنا وهم قوم لايملون من العمل ولايقتربون من الثرثرة والكلام بلا طائل فأصبح هذا حالهم.

ثانيا

 الشعب اليابانى يتقن العمل إلى أقصى درجة ولذلك هكذا صناعتهم وتجارتهم ،ونحن قوم لا نتقن العمل إلى اقل درجة ولذلك هذه بضاعتنا ردت الينا
فهلوة وتخلف وانهيار فى كل شئ .

 

ثالثا:
الانضباط الشديد فى كل شئ فى المواعيد والكلام والمظهر حتى يخيل إليك انك تتعامل مع مخلوقات لاتنتمى إلى هذا العالم .

رابعا:

عدم الإسراف والتبذير فى المأكل والمشرب لقد رأيتهم فى أكثر من مكان فى المطاعم والمنازل والفنادق يستحيل أن يتبقى منهم طعاما يستحيل أن يأخذ أكثر مما يحتاج .

طبعا لا اريد ان اذكرك بما يحدث عندنا ان كمية الماكولات التى تهدر كل يوم لدينا يمكن أن تعيش عليها شعوبا أخرى.

خامسا:

مراعاة الغير والإحساس به

الانسان اليابانى راقى جدا يحترم الآخر ويمتنع عن ايذائه ، من السهل ان تلاحظ وانت تسير فى الشارع ان بجوارك شخصا يضع كمامة على فمه وانفه لانه مصاب بالانفلونزا وحتى لاينقل المرض للآخرين.

 

سادسا:
احترام الحرية الشخصية للآخرين وعدم التدخل فى شؤونهم، تدينهم، واحترام الانسان لإنسانيته .
مجتمع غير مظهرى فى حياته او تدينه .

 

سابعا :
عدم المبالغة فى إهدار ثروات الدولة اليابانية فبيوت الأغنياء والطبقة المتوسطة بل والفقراء متشابهة ،لا تجد من يسكن فى فيلا مائة فدان ومن يسكن فى المقابر او على هامش الحياة.
فالبيوت متشابهة والحياة بسيطة وممتعة.

 

ثامنا :
إعلاء مصلحة المجموع على المصلحة الفردية وهذه مسألة واضحة جدا فى الشوارع والسياسة والاقتصاد وكل شئ .

هل تعلمون لماذا يعتذر المسئول الذى يخطئ ؟

لان ما ارتكبه من خطأ أضر بمصلحة المجموع لايكفر عنه الا بالتضحية بمصلحته وهى هنا حياته.

لا تجد أحدا سواء محل تجارى او مسكن يعتدى على حرم الشارع ، او يلقى بالقمامة فيه.

 

تاسعا:
شعب رقيق ومجامل ومبتسم دائما وفى غير تكلف
ودود محب للغير .

 

عاشرا :
لقد أثبتت التجربة اليابانية ان الإنسان هو محور التنمية وهو أهم عوامل نجاحها وان اى تنمية لا يكون الانسان هو محورها تصير إلى فشل ذريع .

 

 

مرة أخرى :
الدول والأمم تتقدم بالأفكار وليس بالأموال.

تلك كانت بعض تاملاتى فى زيارتى لليابان فى فبراير الماضى.

اما ما شاهدته فى مدينة هيروشيما وجامعتها فيحتاج إلى كلام آخر .

تحية للشعب اليابانى الذى ابهرنى بطيبته ، وتقديسه للعمل واتقانه وتفانيه فى أداء الواجب .

نحتاج دراسة التجربة اليابانية دراسة جادة كمثل وقدوة من كافة جوانبها .

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة