كتب فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف على صفحتى على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك “
بلا مقدمات ولاسبق نية حين وجدت نفسي قريبا من مطبعة امتحانات الأزهر طلبت من السائق التوجه إلى المطبعة التي تنفذ لأول مرة عملا ضخما يختلف كثيرا عن السنوات الماضية فورقة الأسئلة أصبحت كراسة كاملة وهو مايعني ماكينات خاصة وضخمة وأعباء مضاعفة ومساحات تخزين أوسع وجهود تأمين مضاعفة ومشاق تعبئة وتحميل ونقل غير معهودة
وتساءلت وأنا أقترب من باب المطبعة هل يمكن مع هذا الكم الهائل من الأوراق ضمان عدم وجود قصاصة بين أكوام المخلفات تحمل ولو سطرا من سؤال من الأسئلة تلفت ورقته في مرحلة الطباعة أو التعبئة ؟
ولذا كانت وجهتي الأولى فور الوصول إلى تلال الأغلفة وبقايا قصاصات لمحتها وبعد النبش فيها وبعد التجول في غرف المطبعة وطرقاتها لم أعثر على شيء حتى داخل الخزائن التي يفترض أن يكون بها هذا التالف من أوراق الإجابة،وحين استعجبت من اختفاء تلك القصاصات التي كان يتم الاحتفاظ بها كل عام في أماكن مؤمنة حتى يتم التخلص منها بعد انتهاء الامتحان ،فسر العاملون ذلك بأن الماكينات الحديثة التي دخلت الخدمة بالمطبعة والتي تندر مثيلاتها في مؤسسات أخرى يندر حدوث تلف للأوراق بها أثناء الطباعة وأن هناك ماكينة منها مخصصة لفرم هذا التالف متى وجد ليتحول إلى مسحوق أشبه بالدقيق
كما لاحظت قيادات بين العمال داخل المطبعة يصعب أن تفرق بينهم وبين العمال حيث خلعوا زيهم الأزهري الذي لايناسب أجواء العمل داخل المطبعة ويعوق حركتهم وتفقدهم لكل كبيرة وصغيرة فلبسوا مثل العمال ويشاركونهم التغليف والتعبئة والتحميل .
باختصار شاهدت ما أسعدني وطمأنني وأوجب شكر العاملين بالمطبعة فهم جنود لانوفيهم حقهم مهما تعددت كلمات شكرهم ولاتسمح لوائح الصرف مهما حملت من أرقام بمكافأتهم ،فأسأل المولى أن يبارك لهم في أعمارهم وأولاهم وأزواجهم الذين حرموا منهم بحبسهم في المطبعة عن طيب نفس منهم.
والشكر موصول لقواتنا المسلحة التي خصصت طائراتها العملاقة لنقل الأسئلة وتأمينها’ولرجال الشرطة الأوفياء الذين يقفون كالأسود وأعينهم على محيط المطبعة ومداخلها ويرافقونها في رحلتها الأرضية ،وكذا أفراد أمن الأزهر.