ولي أمر يصفع معلمة لانها نقلت ابه من مكانه .. أسرة طالب تقتحم مدرسة لضرب معلم تجرأ و خصم درجتين من ابنهما .. عنوان بمثابة الخبز اليومي في الاعلام .. و هكذا أصبحت المدارس في مرمي نيران مجتمع متحفز لا يثق في المدرس و يناصبها العداء .. مجتمع أصبح العنف ضد المدارس تنفيسا له عن الكبت السياسي و الاجتماعي .. المدارس و المديريات و الادارات التعليمية هي الحلقة الاضعف في مؤسسات الدولة .. ودم المنتسبين اليها مهدور بفعل تشويه متعد من قبل الاعلام و وزراء التعليم ضد المؤسسة التعليمية و اتهامها بالفساد.
المؤسسة التعليمة المكلومة فقدت هيبتها و باتت البلطجة و الغش القسري و النجاح القسري و التفوق القسري هو حق ينتزع من أولياء الأمور .. رغم ما ينفقونه علي الدروس الخصوصية إلا أنهم يفضلون مع ذلك الوجبة الخفيفة من الغش الجماعي لنجاح مضمون لابنائهم !!
المؤسسة التعليمية ستظل وحيدة في ظل انتفاء الرؤية لدي وزراء التعليم المتعاقبين لتأمين المدارس و توفير الجو الآمن للابداع .. لكنهم اكتفوا بلائحة للانضباط لن يطبقها أحد في ظل ارهاب المدارس و ارباك القرار لدي إداراتها .. لن يجازف أحد بحياته من أجل محاسبة طالب مخطيء خشية أن يتعرض للأذي و ستسمر الطبطبة خوفا لا رغبة .. و سيظل القيادي بالمدارس كبش فداء المجتمع من جهة و الوزير من جهة أخري حيث مع أقل مشكلة يكون الحل الأسهل نقل مدير المدرسة .. وليس أدل علي ذلك من سماعك خبر أن محافظ ما زار مدرسة و نقل مديرها لانها ليست جاهزة للعام الدراسي الجديد .. هل يعلم متخذ القرار أن المدارس لا توجد ميزانية بها بعد قرار الحساب الموحد و أن هيئة تدريس المدرسة عي من تجمع الاموال من مرتباتها الهزيلة لشراء مستلزمات المدرسة .. والقيام بأعمال النظافة لان المدارس ليس بها عمال !!
الدولة غير جادة في الاهتمام بالتعليم و لا تعلم عنه شيئا سوي هرطقاتها عن المنهج و النظافة و الصيانة .. الخ
المدرسة بناء بشري واجتماعي قبل أن تكون بناء مادي .. وليس من المعقول أن تظل المدارس أسيرة كبت المجتمع من جهة و كبت المسئولين و استعراضهم الاعلامي من جهة أخري .
