اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

خطوات نحو الرقى ( خطة لتطوير منظومة التعليم 3 – النظام والهيكل الإدارى للمنظومة )

ممدوح الشريف

بقلم / ممدوح الشريف

عرضنا فى مقالين سابقين ( اقتصاديات التعليم – السياسة التعليمية ) واستكمالا للمناقشة البناءة لتطوير منظومة التعليم فى مصر ، نتحدث فى المنظومة الإدارية المقترحة ويسعدنى أن أجد مناقشة تثرى الحوار وتدعمه .

3-المنظومة الإدارية والهيكل التنظيمى:

الإدارة الرشيدة والنظام الإدارى ( الإدارة العنكبوتية ) هما ما نقره فى الوقت الحاضر ، فلقد اتجهت كل الأنظمة العالمية إلى النظام اللامركزى والذى يسهّل سرعة اتخاذ القرار التربوى والإدارى.
ولتشابك العمليات وكثرتها داخل المؤسسات التربوية والتى يلزم فى أوقات كثيرة اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب ، تصبح المركزية معوقا شديدا بل وتكون سببا فى تدهور وفشل المنظومة ككل .

ولأن السلطات تنقسم بين الوزير المنوط به المسئولية الكاملة عن التعليم وبين المحافظين والإدارة المحلية ، مما يحدث تضاربا فى القرارات وعدم التنسيق الكامل بينهم – يلزم إلغاء سلطات المحافظين على النواحى التعليمية والتربوية، واختصاص وزارة التربية والتعليم منفردة بالشأن التربوى والتعليمى من الحضانة حتى المرحلة الثانوية بأنواعها.

فالمنظومة الإدارية والهيكل التنظيمى ، تكون على الشكل الآتى :

1)الوزير:

وهو أعلى سلطة إدارية ، مسئول عن وضع السياسات العامة من خلال التواصل مع القيادة السياسية للبلاد ، ومتابعة تنفيذ هذه السياسات على أرض الواقع. مع عدم الاستعانة بمستشارين إلا لملفات محددة ومرهونة بوقت زمنى لا يزيد عن ( 6 ) أشهر ومن خلال مسابقة تعلنها الوزارة وبمكافأة محددة مسبقا.

2)مساعدو الوزير:

وهم فريق عمل يختارهم الوزير لمساعدته فى بعض الملفات ولهم صلاحيات يستمدونها من الوزير، وكل منهم مسئول عن متابعة ملف معين يقدم به تقريرا بما تم إنجازه والمدة الزمنية للتنفيذ. ويكون اختيارهم عن طريق مسابقة تعلنها الوزارة وبمكافأة محددة مسبقا.

3)وكلاء الوزارة :

وهم من يمتلكون الخبرة الواسعة فى المجال التعليمى والتربوى والترقى الوظيفى- يفوضهم الوزير فى بعض الأمور الإدارية الخاصة بتسيير العمل وسرعته

ومن الممكن أن تقسم المنظومة الإدارية التعليمية إلى ( 10 ) أقسام كبيرة ( مديريات ) تشمل: ( مديرية جنوب الصعيد حتى قنا والبحر الأحمر – مديرية وسط وشمال الصعيد حتى المنيا – مديرية القاهرة وضواحيها – مديرية الجيزة وضواحيها – مديرية المنطقة الشرقية – مديرية المنطقة الغربية – مديرية مدن القناة – مديرية سيناء – مديرية الإسكندرية – مديرية مرسى مطروح والوادى الجديد )

يتولى إدارة كل مديرية وكيل وزارة يشرف على الإدارات التعليمية ويتواصل مع مديرى العموم ويوصل احتياجات كل منطقة للسيد الوزير، وعلى ألا يزيد عدد العاملين بالمديرية التعليمية عن ( 40 ) موظفا مع وكيل الوزارة لتسهيل العمل والتنسيق بين الإدارات التعليمية والوزارة

4)مديرى الإدارات :

وتشمل الإدارات التعليمية التى تُشرف على المدارس – الإدارات الإشرافية والمتابعة من قِبل الوزارة ( الديوان ) أو من قبل وكلاء الوزارة والمديريات ، وهؤلاء هم من عليهم العبء الأكبر ( والفساد الأكبر فى نفس الوقت ) فهم من يتعاملون مباشرة مع العاملين بالمدارس والطلاب وأولياء الأمور، ومشكلاتهم ومتابعتهم وتقويم الأداء وتقديم التقارير عن سير العملية التعليمية والإشراف المباشر على المدارس ومتابعة سير العملية وسير المناهج وتنفيذ الخطة الموضوعة من خلال موجهين مواد وأنشطة وتوجيه مالى وإدارى ورصد الإيجابيات والسلبيات وكتابة تقارير بها يسترشد بها متخذ القرار الرسمى ( وزير – وكلاء الوزارة ).

5)الموجهون والمتابعون:

يتم تأهيلهم تأهيلا مناسبا ( تكنولوجيا – طرق تدريس – مستجدات تربوية عالمية ) واختيار الأفضل وليس الأقدم وزيادة بدلاتهم؛ لنشجع المتميزون للالتحاق بالتوجيه الفنى والمالى لا الفاشلون، يجب تقديم تقرير شهرى لكل موجه عن المدارس التى يشرف عليها ( فنيا – ماليا – ) وبخاصة موجهى الأنشطة التربوية.

6)مديرو المدارس والوكلاء:

يتم اختيارهم اختيارا دقيقا من خلال برامج تدريبية وورش عمل لإدارة منشأة تربوية ( إدارة تربوية )

مع الوضع فى الاعتبار السمات الشخصية وموهبة الإدارة – العمل الجماعى بروح الفريق – السيرة الوظيفية – الإلمام بالقوانين واللوائح المنظمة – تجهيز بيئة تعليمية مناسبة للطالب والمعلم – بث روح الطمأنينة والتنافس الشريف بين الطلاب والمعلمين – الفكر والرؤيا الحالية والمستقبلية لإدارة مؤسسة تعليمية – عمل تقويم ذاتى لحصر مواطن القوة والضعف فى المؤسسة ووضع الخطط لإصلاح وتقويم مواطن الضعف – متابعة أعماله من قبل الإدارة والمديرية من خلال تقارير كفاية تصدر كل ( 3 ) أشهر لتحديد مدى التغير الذى حدث فى المدرسة مع تدعيمه بدورات مستمرة فى فترات الأجازات – يصدر قرار توليه مسؤولية الإدارة المدرسية انتداب لمدة ( 2 ) عامان ، وفقا لدرجة تقارير الكفاية ويستبعد من لا يصلح لتطوير مؤسسته التعليمية – على أن يقوم المديرون والوكلاء بتفعيل ( لجنة التطوير المدرسى ) بمساعدة وإشراك العاملين بالمدرسة وجمعبات المجتمع المدنى وأولياء الأمور للوصول إلى الجودة التعليمية.( لها جانب تفصيلى وتنفيذى سيأتى ذكره )

7)المعلمون ومسئولو الأنشطة:

وهم العمود الفقرى، الذين ينفذون ويتفاعلون ويلهمون ويوجهون الطلاب توجيها مباشرا.

يجب الاهتمام باختيارهم اختيارا مناسبا من خلال الجانب الأكاديمى والنفسى والأخلاقى والاجتماعى والاستعداد للتدريب المستمر مع تيسير كل السبل من بيئة تعليمية مناسبة وأدوات تساعدهم على أداء عملهم – ويسجل لكل طالب من طلابه ( تقرير أداء ) شهريا ، ويضع الاقتراحات لمعالجة القصور وصعوبات التعلم الذى يجده فى طلابه بالاستعانة بزملائه فى نفس الصف الدراسى وبالإخصائى الاجتماعى والنفسى بالمدرسة ويشرف على مناقشة أبحاث الطلاب ( هذا مرتبط بشق آخر وهو – المناهج التعليمية – ) سيتم مناقشته – يحصل على مرتب مناسب لا يقل عن ( 4000 ) جنيه شهريا + بدلات تميز لأداء مهامه على الوجه الأكمل ومن يخالف مهامه من المعلمين يتم نقله إلى وظيفة إدارية أو استبعاده نهائيا من العملية التعليمية – لا تزيد عدد الحصص التى يقوم بتدريسها عن ( 18) حصة أسبوعيا.

يتم دعم المعلمين الذين يلتحقون بالدراسات العليا فى مجال تخصصهم الأكاديمى أو المجال التربوى بتخفيضات كبيرة لهم فى الجامعات والمعاهد التربوية الحكومية.

8)الإخصائى الاجتماعى والنفسى:

لهم دور كبير فى الوقت الحالى والمستقبلى ويجب تأهيلهم تأهيلا مناسبا من خلال برامج تدريبية وورش عمل لأداء الدور المنوطين به على أكمل وجه – دور الإخصائى لا يقل عن دور المعلم فى تحقيق ما تصبو إليه الدولة من تربية أجيال مستقبلية تتمتع بالهدوء النفسى والرضا الاجتماعى والانتماء للوطن من خلال القدوة الصالحة وحل المشكلات التى يعانى منها الطالب فى البيت وفى المدرسة – توضيح المفاهيم الصحيحة للطالب حتى لا يجد فجوة بين ما يتعلمه ويتربى عليه فى المدرسة وما هو موجود أمامه فى البيئة المحيطة أو الإعلام – النصح والتوجيه التربوى للطالب وللأسرة – توضيح وشرح دور المدرسة لولى الأمر ومحاولة وضع الخطط بالاستعانة بالأسرة للتأثير على السلوك الإيجابى للطالب.

9)الإداريون والعمالة المعاونة:

وهم من ييسرون العمل ويضيفون له جانبا من السهولة والرقى – فالإداريون مختصون بالجانب الورقى والسجلات وكشوف الطلاب، فعليهم تحويل الورقيات إلى برمجيات لسهولة تداول البيانات المطلوبة – فالتدريب على برامج الكمبيوتر المتطورة لتسجيل البيانات لعدم معاناة المعلم والإدارة وولى الأمر وعمل الإحصاءات اللازمة لتيسير العملية التعليمية.

10)العمال وأمن المنشأة:

هم من يضفون النظام والنظافة على المدرسة والراحة النفسية للمعلم والطالب ونشر جو من الأمن والطمأنينة – فالتدريب هام جدا لتوضيح أساسيات دورهم.

والربط التكنولوجى هو السبيل الرئيس فى تيسير أعمال المتابعة والمراقبة والتقويم والوسائل متعددة لذلك من خلال برامج وشبكات الإنترنت أو كاميرات المراقبة أو وحدات الفيديو كونفرانس – بالإضافة إلى الزيارات الميدانية المستمرة – فلا مجال للجلوس فى المكاتب والانشغال بالورقيات فقط وترك مهام الوظيفة الأساسية وهى المتابعة الميدانية للمدارس – وليكن التوقيع على الورقيات بعد انتهاء اليوم الدراسى ومن الأفضل التعامل من خلال الحاسوب وشبكات الانترنت من خلال الموقع الإلكترونى للإدارة التعليمية أو المديرية أو الوزارة.

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة