المنهج التجريبي ( مشكلاته – مميزاته – خصائصه )

يختلف المهتمون بمناهج البحث عامة فى المجال التربوي والعلوم الإنسانية في تصنيف مناهج البحث ، هناك منهم من يقتصر تصنيف البحوث على فئات وأنماط أساسية على أساس الهدف الأساسي للبحث، ونظرًا لأن البحوث تهدف إلى الوصف أو التفسير أو المقارنة ، فلذا قد يكون المنهج المتبع وصفياً أو تفسيرياً أو مقارناً ، وهناك من يقدم تصنيف للمناهج فقط في ضوء الإجراءات المتبعة في دراسة الظواهر أو الموضوعات، بغض النظر عن هدف البحث.
ولقد ظهر علم المناهج كعلم متخصص لدراسة المناهج فالمنهجية هي عبارة عن الدراسة المنظمة المنطقية التي تحدد المناهج أو مبادئها التي نتبعها للوصول إلى الحقائق.
فالمناهج بهذا ليست أشياء ثابتة ، وإنما تتغير وفقا لمتطلبات العلم وأدواته كما تكون قابلة للتعديل المستمر بما يمكنها للوفاء بالمطالب المتجددة للعلم. فالروح العلمية المتجددة لا تستطيع أن تتقدم إلا من خلال مناهج جديدة.
ولما سبق نستطيع أن نعرف المنهج بأنه عبارة عن:
“الطريقة أو الأسلوب التي يتبعها الباحث العلمي للوصول إلى حل المشكلة التي يبحث فيها”.
ويوجد هناك الكثير من المناهج التي يمكن استخدامها في دراسة الظواهر وسوف نذكر منها :
1 – المنهج الوصفي.
2 – المنهج التاريخي.
3 – المنهج التجريبي.
وسوف نتناول بالشرح خلال مقالتنا البحثية إحدى هذه المناهج وهو “المنهج التجريبي”
محاور البحث
فيما يلي سوف نعرض لكم محاور البحث:-
- ماهية المنهج التجريبي
- طبيعة وخصائص المنهج التجريبي
- خطوات المنهج التجريبي
- مجالات البحث التجريبي
- مميزات المنهج التجريبي
- ضوابط ومشكلات المنهج التجريبي
المحور الأول : ماهية المنهج التجريبي
يعرف التجريب بأنه: تغيير متعمد ومقصود ومضبوط لشروط محددة مسبقا لحدث ما. مع ملاحظة التغيرات الناتجة عن الحدث ذاته وتفسيرها أو ملاحظة الظاهرة تحت ظروف محددة عن طريق التحكم في جميع المتغيرات والعوامل الأساسية عدا متغير واحد.
المنهج التجريبي يعتبر أقرب مناهج البحث العلمي لحل المشكلات بالطريقة العلمية ؛ فالتجريب سواء كان في المعمل أو في قاعة الدراسة أو في أي مكان آخر هو محاولة للتحكم في كل المتغيرات والعوامل الأساسية عدا متغير واحد يقوم الباحث خلال التجربة بتطويعه لتحديد وقياس تأثيره في العملية.
و المنهج التجريبي يعتبر من الطرق البحثية المهمة في الكشف عن الحقائق كما يعد من أدق أنواع مناهج البحث العلمي. المنهج التجريبي يهدف بشكل عام إلى تجميع البيانات وتصنيفها وتبويبها بطريقة تمكننا من تحديد الفروض العلمية والتحقق من صحتها.
كما أكد الباحثين أن منهج البحث التجريبي يعد المنهج الوحيد الذي يختبر بصدق صحة الفروض فيما يتصل بعلاقات النتيجة والسبب. وهو بهذا يمثل أصدق مدخل لإيجاد الحلول للمشكلات التربوية، عمليا ونظراي، والتقدم بالعلوم كعلم التربية.
ولقد تعددت الآراء حول ماهية وتعريف المنهج التجريبي و منها: إثبات صحة الفروض عن طريق التجربة حيث يستخدم التجريب ويتبع عدد من الإجراءات لضبط تأثير المتغيرات الأخرى غير المتغير التجريبي.
ومما سبق نستطيع أن نعرف منهج البحث التجريبي على أنه ” التوصل إلى حل للمشاكل موضوع الدراسة من خلال إجراء التجارب العلمية بهدف إدراك العلاقة بين الظواهر المختلفة وتفسيرها والتحقق من الفروض الموضوعة سلفًا لحل المشكلة.
المحور الثاني : طبيعة وخصائص المنهج التجريبي
يقوم الباحث في البحث التجريبي بصياغة فرض واحد أو مجموعة فروض عن العلاقة السببية المتوقعة بين بعض المتغيرات، ويجري الباحث التجربة الفعلية للتأكد من صحة أو عدم صحة الفرض التجريبي.
المنهج التجريبي يعد من أفضل طرق البحث العلمي ؛ لأنه يمدنا بمعلومات وحقائق موثوقة ، وذلك لأنه يبدأ بهدف التعرف على المشكلة وتحديدها وبعد ذلك يقوم بصياغة الفروض واستنتاج ما يترتب عليها من نتائج ومن ثم صياغة تصميم تجريبي يتضمن النتائج والشروط وعلاقتها وبعد ذلك إجراء التجربة ثم يعمل الباحث على تنظيم تلك البيانات بطريقة غير منحازة للتأثير المفترض وجوده، ثم يقوم الباحث بإجراء فحص دلالة مناسب للتأكد من صحة وصدق نتائج الدراسة
- أنواع التصميمات التجريبية
- أسلوب المجموعة الواحدة : هذا الأسلوب يستخدم مجموعة واحدة فقط وتتعّرض لاختبار قبلي فيه لمعرفة حالتها قبل المتغير ، ثم يتم تعريضها للمتغير ونقوم بإجراء لها اختبار بعدي ، و يؤول الفرق في نتائج المجموعة بين الاختبارين إلى تأثرها بالمتغير التجريبي .
- أسلوب المجموعات المتكافئة : هذا الأسلوب يستخدم أكثر من مجموعة، العامل التجريبي ندخله على المجموعة التجريبية دون المجموعات الأخرى ، وبذلك يؤول الفرق عن تأثر المجموعة التجريبية بالعامل التجريبي، ويجب أن تكون المجموعات كلها متكافئة تماماً.
- أسلوب تدوير المجموعات : وتستخدم للمقارنة بين أسلوبين أو بين تأثير متغيرين مستقلين من خلال إعداد مجموعتين متكافئتين ويعرض الأولى للمتغير الأول والثانية للمتغير الثاني، وبعد فترة يخضع الأولى للمتغير الثاني ويخضع الثانية للمتغير الأول، ثم يقارن بين تأثير المتغير الأول على المجموعتين وتأثير المتغير الثاني كذلك على المجموعتين ، ويحسب الفرق بين تأثير المتغيرين
ويعد تطبيق المنهج التجريبي تطبيقاً كاملاً من الأمور شديدة الصعوبة في العلوم الاجتماعية. ولتسهيل هذه الأمور وتذليل هذه الصعوبات حاول بعض العلماء تصميم بعض التجارب والطرق بما يساعدهم على تحسين استخدام تلك المناهج ومن أهم تلك الطرق هى:
- التجارب الصناعية والتجارب الطبيعية : والمقصود هنا بالتجربة الصناعية التجارب التي تتم في ظروف اصطناعية يتم وضعها مسبقا من جانب الباحث. بينما التجربة الطبيعية تتم في ظروف طبيعية دون التدخل أو حتى المحاولة أو أن يصيغ لها ظروف خاصة.
- التجارب تستخدم فيها مجموعة من الأفراد ، وتجارب تستخدم فيها أكثر من مجموعة : في النوع الأول من هذه التجارب يلجأ الباحث إلى مجموعة واحدة من الأفراد لقياس اتجاهاتهم بالنسبة لموضوع معين وبعد ذلك يدخل المتغير التجريبي الذى يرغب في معرفة تأثيره وبعد ذلك يقيس اتجاه أفراد المجموعة بعد التجربة مرة أخرى ، فإذا وجد فروقاً جوهرية في نتائج القياس في المرتين يؤول ذلك إلى المتغير التجريبي
أما النوع الثاني يلجأ الباحث فيه إلى استخدام مجموعتين من الأفراد يطلق على أحداهما ( المجموعة التجريبية ) ويطلق على المجموعة الأخرى ( المجموعة الضابطة ) ويفترض فيهما أنهما مجموعات متكافئة من حيث المتغيرات الهامة في الدراسة، وبعد ذلك يدخل المتغير التجريبي الذى يرغب في معرفة تأثيره على المجموعة الضابطة وعقب انتهاء التجربة تقاس المجموعتان ويؤول الفرق في النتائج بين المجموعتين إلى المتغير التجريبي.
- تجارب التوزيع العشوائي الحر : تعتمد الطريقتان السابقتان على الافتراض بمعرفة كل المتغيرات الهامة في الدراسة . وهذا افتراض من الصعب التحقق منه ولذا يلجأ الباحث إلى توزيع الافراد توزيعا عشوائياً على كل من المجموعتين التجريبية والضابطة حيث يتم توزيع الأفراد بطريقة تتيح فرصا متكافئة لكل منهم للالتحاق بإحدى المجموعتين ثم نقوم بعد ذلك بإجراء التجربة.
المحور الثالث : خطوات المنهج التجريبي
يقوم منهج البحث التجريبي على اتباع بعض الخطوات أثناء التطبيق ويشير خير الدين على عويس (1997م) أن الخطوات المستخدمة في المنهج التجريبي هي نفس الخطوات المستخدمة في مناهج البحث الأخرى وهى:
- تحديد واختيار المشكلة.
- اختيار أفراد العينة ونوعها وطرق الاختبار والقياس المتبعة.
- اختيار التصميم التجريبي الذي يصلح حسب التجربة.
- تنفيذ الإجراءات وفق الخطة الموضوعة سلفا.
- تحليل البيانات الناتجة من ملاحظة تأثير المتغير.
- التوصل إلى الاستنتاجات في ضوء ربط المتغير بالتأثيرات.
بينما يرى محمد العايدي (2005م) من جانبه أن خطوات منهج البحث التجريبي تتمثل في:
- اختيار مشكلة أو ظاهرة الدراسة.
- تحديد الهدف من التجربة محل الدراسة تحديداً دقيقاً.
- تحديد العوامل أو المتغيرات التي سوف يتم استخدامها لمعرفة تأثيرها ، على أن يعرف تأثير كل عامل أو متغير.
- اختيار نوع التجربة وتصميم القياسات بهدف الوصول إلى نتائج سليمة ودقيقة.
المحور الرابع : مجالات البحث التجريبي
في بادئ الأمر ظهر منهج البحث التجريبي وتم تطبيقه بكفاءة مشهودة في العلوم الطبيعية ، ثم انتقل بعد ذلك إلى العلوم الإنسانية على أيدي مجموعة من الباحثين الأكفاء الذين تميزت أعمالهم بإمكانية الوصول إلى مستوى عالي من الدقة والضبط في فروع العلوم الإنسانية إلى ما يقارب نظائره في فروع العلوم الطبيعية . كما استخدم منهج البحث التجريبي أيضا في الكثير من المجالات ومن أهم تلك المجالات:
- البحث التجريبي في العلوم الطبيعية
إن أهم ما يمتاز به النشاط العلمي الدقيق هو استخدام أسلوب التجريب. وبخاصة التجارب المعملية التي تستخدم على نطاق كبير فة دراسة الظواهر الكيميائية والفيزيائية وخلال تلك التجارب يستطيع الباحث أن يتحكم بدرجة عالية من الدقة في المتغيرات والعوامل المؤثرة في تلك الظواهر موضوع البحث، ويتم ذلك من خلال أدوات ومقاييس تتوفر فيها خواص الثبات والدقة والموضوعية والصدق.
- البحث التجريبي في العلوم السيكولوجية
تبين لنا من دراسة تاريخ علم النفس وتطوراته أن العديد من التجارب المعملية قد أجريت لمعرفة طبيعة الدوافع والمثيرات والعقل المنعكس، وذكاء بعض الحيوانات، وانتقال أثر التدريب في مجالات أخرى، والإدراك وكانت هذه الدراسات التجريبية تجرى عادة على الحيوانات، ومن أمثلة تلك الدراسات:
- أ- تجارب بافلوف علي الكلاب.
- ب- تجارب لاشلي علي الفئران.
- ت- تجارب ثورنديك علي القطط.
- ث- تجارب الجشطالت علي القردة.
كما مهدت تلك التجارب لتجارب أخري تفسر بها السلوك الإنساني مثل:
- أ- تجارب ثورنديك علي انتقال أثر التعلم.
- ب- تجارب أبنجيهوس علي التذكر.
- ت- تجارب كنون علي الإنفعالات.
- ث- تجارب وطسن علي سلوك الأطفال.
- البحث التجريبي التربوي
يتم إجراء الدراسات التجريبية عادة على تلاميذ المدارس، ومن الطبيعي أن يواجه الباحث عدد كبير من المتغيرات المؤثرة خلال التجربة. ومن أمثلة تلك العوامل عمر التلاميذ والتحصيل المدرسي، والميول والاتجاهات ، والذكاء، والانتباه ،والعمر العقلي، والدافعية، ومنها كذلك المستويات الاقتصادية والاجتماعية للتلاميذ. ولكن من ناحية أخرى الباحث يستخدم مجموعة من المقاييس الدقيقة للحصول على بيانات من تلك المتغيرات ، ويستخدم نواتج هذه المقاييس لتحديد مجموعات تجريبية وأخرى ضابطة متكافئة بالنسبة للمتغيرات المراد ضبطها خلال التجربة.
- البحث التجريبي الاجتماعي
يمكن أن يستخدم للباحث مجموعتين متشابهتين بشكل كبير من حيث حجم الأسر أو متوسط الدخل أو الطبقة المهنية وغير ذلك. ويعطى الباحث المجموعة الأولى برنامج تجريبي اجتماعي توجيهي وتترك المجموعة الثانية بمثابة مجموعة ضابطة.
المحور الخامس : مميزات المنهج التجريبي:
يعد المنهج التجريبي من أكثر المناهج العلمية كفاءة ودقة في الوصول إلى نتائج موثوقة ، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب ومنها:
- يتيح الفرصة للباحث لتكرار التجربة تحت نفس الشروط ، بما ييسر تحقيق الملاحظات وجمع البيانات من خلال أكثر من دراسة وبما يؤدى إلى نتائج أكثر ثباتًا وصدقاً.
- يتيح الفرصة للباحث للتحكم في متغير محدد عن قصد ( المستقل ) والتعرف على أثره على المتغير في التجربة أو المتغيرات التابعة مع تثبيت المتغيرات الأخرى حتى لا تؤثر على المتغير التابع، وبهذا يستطيع الباحث تحليل علاقات النتيجة و السبب.
- يمكن بواسطة هذا المنهج معرفة تأثير السبب على النتيجة وليس عن طريق الاستنتاج كما هو متبع بالبحث السببي المقارن .
- يعد هو المنهج الوحيد الذي فيه ضبط للمتغيرات الخارجية لعدم تأثيرها على المتغير التابع
- تعدد تصميماته جعله مرن يمكن تكيفه مع حالات كثيرة ومتنوعة إلى حد كبير.
ويرى صلاح السيد قادوس (1995م) أن مميزات المنهج التجريبي هي :
- يستطيع الباحث خلاله تهيئة ظروف الظاهرة موضع الدراسة بدلا من المفاجأة بالظروف.
- يتمكن الباحث بعد تهيئة الظروف من تغيير الاشتراطات والظروف التي تحدث بدلا من تقبله لتلك الظروف والاشتراطات كما وقعت.
- يمكن للباحث أن تغير أحد أو بعض العوامل التي تخضع لها الظاهرة وبهذا يمكن تحديد علاقات تلك العوامل والظروف بالنسبة للظاهرة.
- يستطيع الباحث تكرار الظاهرة تبعا لرغبته كما تسمح بدقة الملاحظة للظاهرة والتسجيل.
- يؤكد على استخدام الأجهزة والأدوات المميزة بالصدق بالدقة بما يسمح بالتحديد الدقيق للظاهرة كميا ومعالجتها.
- يتميز المنهج التجريبي بنتائجه الفعالة التي لا تقبل الشك في معظم التجارب.
المحور السادس : ضوابط ومشكلات المنهج التجريبي
- يجرى التجريب عادة على عينة محدودة من الأفراد وقد يصعب تعميم نتائج تلك التجربة إلا في حالة تمثيل العينة للمجتمع الأصلي تمثيلاً دقيقاً .
- لا تزود التجربة الباحث بمعلومات جديدة وإنما يتم من خلالها التأكد من معلومات معينة و علاقات معينة
- تعتمد دقة النتائج على الأدوات المستخدمة خلال الدراسة
- تتأثر دقة نتائج الدراسة بمقدار دقة ضبط العوامل المؤثرة مع العلم بصعوبة ضبط تلك العوامل المؤثرة خاصة في مجالات الدراسات الإنسانية .
- تتم معظم التجارب في ظروف اصطناعية بعيدة عن الظروف الطبيعية ومن الممكن أن يقوم الأفراد الذين يخضعون للتجربة بتعديل بعض استجاباتهم.
- يواجه استخدام التجربة في دراسة بعض الظواهر الإنسانية صعوبات فنية وأخلاقية وإدارية متعددة
- وجه انتشار أسلوب تحليل النظم اهتمام الباحثين إلى أن العوامل والمتغيرات لا تؤثر منفردًا على الظاهرة وإنما تتفاعل وتترابط في علاقات شبكية بما يصعب عزل أثر أحد العوامل والمتغيرات على انفراد .
الخاتمة
يعد المنهج التجريبي من أفضل مناهج البحث العلمي ؛ لأنه يعتمد في الأساس على التجربة العملية بما يتيح فرصة عملية مؤكدة لمعرفة الحقائق وسن القوانين من خلال هذه التجارب.
المجموعة التجريبية: يقصد بها المجموعة التي تتعرض للمتغير المستقل لمعرفة تأثيره عليها أما المجموعة الضابطة: فهي التي لا تتعرض لذلك المتغير، وتكون تحت ظروف عادية بلا شروط ، وفائدة هذه المجموعة أن الفروق بين تلك المجموعتين التجريبية والمجموعة الضابطة تنتج عن المتغير التجريبي المستقل الذي تعرضت له المجموعة التجريبية والتي تعد أساس الحكم ومعرفة النتائج
والمنهج التجريبي تاريخيا قديم قدم الإنسان فمنذ أن خلقه الله سبحانه وتعالى على سطح الأرض بدأ في التعامل مع الطبيعة الإدراك بالحواس استطاع من خلال الملاحظة والتجريب الوصول إلى أبعد مما كان يتخيل . فبينما كان الانسان الأول يقوم باستخدام هذا المنهج دون أن يشعر أصبح هذا المنهج الآن مكتمل الأشكال والجوانب ويتم استخدامه حاليا بطريقة تعتمد في الأساس على القواعد العلمية وتتضح قيمة المنهج التجريبي خاصة في العلوم البحتة والتطبيقية.
ومن ثم يمكننا القول أن أكثر مناهج البحث أهمية للإنسان هو منهج البحث التجريبي ؛ وذلك لأن هذا المنهج ساعده على التطور وبناء حضارته من خلال الملاحظة والتجربة من أجل الوصول إلى النتائج الدقيقة ومعرفة أهم الطرق الصحيحة للتعامل مع الظواهر وتفسيرها.
وفي النهاية نقدم لكم بعض المقترحات الخاصة بعمل الدراسات التجريبية
- ضرورة تكوين مجموعتين متكافئتين من خلال ضبط جميع المتغيرات المتعلقة بالتجربة بالنسبة للمجموعتين ( الجنس – السن- القدرات العامة ).
- ضرورة وجود المجموعة الضابطة حتى نتمكن من مقارنة المجموعة التجريبية بها.
- ضرورة تصميم الدراسة التجريبية تصميما دقيقا بما يمكننا من التعرف على الأثر الحقيقي للمتغير التجريبي المستقل.